fbpx
سياسةالشرق الأوسطتقديرات

مصر والمصالحة الفلسطينية: إتفاق أم تكتيك؟

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

تمهيد:

بعد وصول وفد رفيع من المكتب السياسي لحركة حماس برئاسة السيد اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إلى القاهرة بتاريخ 9-9-2017م.  أعلن وفد حركة حماس عن قبولهم بالعديد من الشروط التى طرحها الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أجل تحقيق مصالحة مع حماس كان أهمها “حل اللجنة الإدارية”؛ وإستعدادها للتفاوض مع حركة فتح بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وعلى الرغم من حالة الإحباط المسيطرة على الشارع الفلسطيني وتحديدا في قطاع غزة؛ خصوصا وأنه قد سبق هذه الجولة أكثر من أربعة عشر جولة تمخض عنها اتفاقيات ولكنها لم تستكمل. ليبرز السؤال هنا حول مدى احتمالية نجاح المصالحة هذه المرة؟ وهل تأتي وفق رؤية إستراتيجية من قبل فتح وحماس لإنهاء الإنقسام أم خطوة تكتيكية لا أكثر؟

 

أولاً: نص الاتفاق:

تضمن الاتفاق دمج موظفي اللجنة الإدارية والذين عينتهم حركة حماس بعد الانقسام الفلسطيني عام 2007م، ضمن موظفي السلطة الفلسطينية، ودفع الرواتب المتأخرة إليهم . وتمكين حكومة الوفاق الوطني برئاسة رامي الحمد لله من تسلم كافة الوزارات في قطاع غزة بعد حل اللجنة الإدارية، مع استمرار وكلاء الوزارات من حركة حماس في القيام بأعمالهم، إلى حين تشكيل حكومة وحدة وطنية .

ويتضمن الاتفاق إنهاء العقوبات التي فرضتها السلطة على القطاع المتعلقة بالرواتب والعلاج، وإيقاف التراشق الإعلامي والسياسي بين الطرفين . على أن تتولى حكومة الوحدة الوطنية إجراء الانتخابات العامة والرئاسية، بعد إصدار الرئيس محمود عباس مرسومًا بذلك .

وفيما يخص معبر رفح، تم الإتفاق على فتح المعبر، على أن يتولى حرس الرئاسة الفلسطينية المهام الأمنية داخل المعبر، بينما يتولى الأمن التابع لحركة حماس عمليات التأمين خارجه . وتضمن الإتفاق عدم المساس بسلاح المقاومة في قطاع غزة بكافة فصائلها وتشكيلاتها . كما توافقت مصر وحركتا فتح وحماس على إقامة منطقة تجارة حرة بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وأن تتولى مصر الإشراف على تنفيذ الاتفاق على الأرض1.

 

ثانياً: موقف حماس

دون شروط مسبقة، غيرت حركة حماس نهجها وأعلنت عن “إزالة اللغم” الذي كان عائقا يحول دون تحقيق المصالحة الفلسطينية الا وهو ” اللجنة الادارية “. فما الذي دفع حماس لفعل ذلك؟ وللاجابة على هذا التساؤل سوف نرصد عده تفسيرات:

التفسير الأول: الهروب من النهايات السوداء: أن قادة حماس أدركوا ان الأزمة الاقتصادية الصعبة في غزة، وفقدان الأمل، وعدم وجود أفق، ستقودهم في نهاية المطاف لاحتمالين: حرب مع الكيان الصهيوني قد تؤدي لنهاية الكثيرين من قادة التنظيم؛ أو “ربيع غزي” يقود لنتائج دموية؛ لذلك فإن استعداد التنظيم للتوصل لحل، حتى بنهج آخر.

التفسير الثاني-تهيئة الظروف لحرب: ويقوم على محاولة حركة حماس كسب ود الشارع الغزي لصالحها؛ فقبول حماس بشروط عباس ورفض الأخير تطبيق الإتفاق، سيجعل الشعب في غزة متفهما لمواقف حركة حماس حتى إن كان القرار حربا مع الكيان الصهيوني.

التفسير الثالث: الإستفادة من التوقيت لإحداث وقيعة: ويقوم على أنه ربما تحاول حركة حماس إحداث وقيعة ما بين مصر والسلطة الفلسطينية؛ من خلال قبول حماس بالوساطة المصرية، على أمل أن تُفشل السلطة الفلسطينية الجهود المصرية. خصوصا وأن هناك لقاء سيعقد بين الرئيس الفلسطيني والرئيس الامريكي ترامب، وهي ما تجعل عباس غير قادر على تحقيق مصالحة مع حركة حماس.

التفسير الرابع: رغبة حماس في كسب ود النظام المصري: من خلال كسب حماس بعض النقاط والمكاسب الجزئية كإدخال وقود لمحطة الكهرباء في غزة، وتزويد غزة بالكهرباء المصرية؛ وتحقيق تحسن ملحوظ في فتح معبر رفح. مما يزيد من قدرات حماس في استعدادها لأي حرب قادمة من خلال زيادة التصنيع.

التفسير الخامس: دخول حركة حماس اللعبة السياسية: كثر الحديث مؤخرا عن وجود ما يسمي “صفقة القرن “، والتى يمكن رصدها من خلال التحرك الأمريكي الروسي الصيني دوليا والمصري التركي السعودي إقليميا. لذا تحاول حركة حماس أن تكون جزءا من هذه اللعبة السياسية خشية من توصل السلطة الفلسطينية برئاسة عباس مع الكيان الصهيوني إلى صفقة القرن بعيدا عن حركة حماس، لتجد الحركة نفسها وفي المنظور الدولى والاقليمي بأنها حجر العثرة الواجب ازالته.

التفسير السادس: حدوث تغير في إستراتيجية رؤية حركة حماس: من الممكن أن تكون حركة حماس قد توصلت إلى قناعات ان الخارطة السياسية الاقليمية قد تغيرت، وأنها بصدد تغيير منظومة التحالفات لديها. من خلال رؤيتها أن حجر الزاوية في المسألة الفلسطينية هي ” مصر” وهي القادرة فقط أن تؤثر على مسألة حصار غزة.

 

ثالثاً: موقف السلطة الفلسطينية:

هناك العديد من الأسباب التى تدفع السلطة الفلسطينية للتصالح مع حركة حماس وهي:

  1. حالة السخط الشعبي في الضفة الغربية ضد قيادات السلطة الفلسطينية في رام الله؛ وذلك نتيجة لاستمرار تعطل العملية السلمية بين الفلسطينيين والصهاينة والتي تتبناها حركة فتح، مما أوقع قيادة فتح وسلطتها في رام الله في حرج شديد بعد التزامها بكافة واجباتها نحو الحفاظ على أمن دولة الاحتلال في المقابل تنصل الصهاينة من كافة التزاماتهم مما خلق حالة من السخط لدي المواطن في الشارع الفلسطيني على السلطة الفلسطينية في رام الله وتشبيهها بذراع أمني للكيان الصهيوني لا أكثر؛ لذا تسعي السلطة لتغيير هذه الصورة الذهنية والعمل نحو إتمام المصالحة الفلسطينية .
  2. رغبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مواجهة تيار محمد دحلان المتصاعد والذي بدأ يعمل مؤخراً للعودة إلى دائرة الضوء مجددا بعد ان تم الإعلان عن وصول محمد دحلان وحركة حماس إلى جملة من التفاهمات مؤخرا.
  3. ربما تسعي السلطة الفلسطينية استخدام ورقة المصالحة مع حركة حماس كورقة ضغط على الكيان الصهيوني والادارة الامريكية؛ مفادها بأنه في حال فشلت الادارة الامريكية في إحياء العملية السلمية؛ فإن السلطة الفلسطينية سوف تتجه إلى مصالحة مع حركة حماس.
  4. خشية السلطة الفلسطينية من إغلاق كافة أبواب المصالحة أمام حركة حماس، من ذهاب الأخيرة إلى الاستفراد الكامل بقطاع غزة مما يؤدي إلى فصل كامل ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة مما سيضعف من سلطات الرئيس الفلسطيني داخليا وخارجيا.
  5. رغبة السلطة الفلسطينية في التماشي مع الجهود المصرية، في ظل قناعات السلطة أن الاشكاليات مع حركة حماس في التفاصيل وليست في العناوين العامة.
  6. تنامي القناعات لدي حركة فتح وقيادات السلطة الفلسطينية وبعض الأطراف الإقليمية والدولية بأنه لا يمكن القضاء على حركة حماس، وأن الحل الوحيد للتعامل معها هو التصالح فقط.

 

رابعاً: موقف النظام المصري:

تبذل مصر جهودا كبيرة في ملف المصالحة الفلسطينية مؤخرا، وهو موقف مغاير نوعا ما عن مواقف مصر في السنوات الأخيرة. لتثار العديد من التفسيرات حول أسباب الاهتمام المصري بملف المصالحة الفلسطينية والتى يمكن حصرها فيما يلي:

1ـ العامل الاقتصادي: قد يعد العامل الاقتصادي دافعا كبيرا لمصر من أجل تحقيق مصالحة فلسطينية، تنجح فيه مصر من الانفتاح على قطاع غزة. خصوصا وأن غزة تعد سوقا استهلاكيا كبيرا. ومن المتوقع أن يُحقق التبادل التجاري بين مصر وغزة دخلا ماديا يتجاوز 2.5 مليار دولار سنويا. إلى جانب استفادة مصر من ودائع العملاء في البنوك الفلسطينية في غزة والتى تقدر بحوال 10 مليار دولار سنويا.2

2ـ المكانة الاقليمية: ربما يسعى النظام المصري إلى تعزيز مكانته الاقليمية من خلال تواجده المؤثر في الساحة الفلسطينية، مما يجعل مصر محور أهم ملفين الأول “صفقة القرن”؛ الثاني “صفقة تبادل أسري ” قد تكون مصر هي الوسيط فيه ما بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني.

3: سيناء: في ظل ما يتعرض له الجيش المصري من هجمات بين الحين والاخر، وربما باتت مصر على قناعة أن تقارب حماس مع مصر سيعزز من قدرة الجيش المصري في مواجهة المجموعات المسلحة. في حال تم تفعيل التعاون الاستخباراتي والأمني فيما بينهم.

4: الأمن القومي المصري: في فترة حكم مبارك، كانت سياسته الخارجية تؤمن بأن قطاع غزة يمثل بوابة الأمن القومي لمصر، وفي ظل حالة اللاستقرار التى تعيشه سيناء حاليا، في ظل وجود مطامع صهيونية للسيطرة على سيناء؛ ربما بات النظام المصري يسعي إلى إحياء خط الدفاع الأول عن الأمن القومي في مصر “غزة”.

5: قطع الذرائع على المعارضة: استفادت قوى المعارضة المصرية من سياسة النظام الحالى ضد غزة، لمهاجمته، لذا ربما يسعى النظام إلى قطع الحجج على المعارضة بعد تحسين علاقاته مع غزة.

6: توريط حماس: ربما يسعي النظام المصري إلى تحقيق تقارب ” شكلي ” مع حماس، يتمخض عنه زيادة حده الخلافات بين التنظيمات السلفية في غزة وحركة حماس؛ وتنظيم الدولة في سيناء مع الحركة. مما يزيد من فرص المواجهة بينهما.

7: الدور الأميركي: ربما يكون التحرك المصري جاء بناءً على طلب امريكي وبمباركة صهيونية، لانجاح رؤية استراتيجية يمتلكانها وهي في الغالب تصفية القضية الفلسطينية والقضاء عليها تماما.

8: عودة العلاقات مع الإخوان المسلمين: في حال تقارب النظام المصري مع حركة حماس، وشهدت العلاقة استقرارا. قد تكون هذه خطوة يسعى النظام المصري الحالى إلى الوصول اليها خصوصا بعد العام 2018م، على أن تكون حماس هي الوسيط في ذلك.

 

خامساً: مستقبل المصالحة الفلسينية وسيناريوهاتها

في إطار التحولات الراهنة، يمكن رصد عدد من المسارات المحتملة:

السيناريو الاول: تأجيل المصالحة:

أن يتم تأجيل الإعلان عن المصالحة الفلسطينية إلى حين إنتهاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس من زيارته لأمريكا، ففي حال وجد ترحيبا أمريكيا في المصالحة قد يُقبل عباس إلى مصالحة مع حماس، أما في حال وجد رفضا أمريكيا ستكون الجهود قتل في مهدها”. لذا فإنه من المتوقع أن يماطل وفد حركة فتح في القاهرة من إعلان التوصل لمصالحة مع حركة حماس إلى حين إنتهاء زيارة عباس لأمريكا.

السيناريو الثاني: نجاح جزئي للمصالحة:

ربما تحقق المصالحة الفلسطينية الجارية في القاهرة في حال الاعلان عن التوصل إلى اتفاق وتم التوقيع عليه، إلى نجاح جزئي محدود. بمعني الوصول لحلول جزئية في مشكلة الطاقة الكهربائية، والمعبر من خلال تسلم الحرس الرئاسي التابع للرئاسة الفلسطينية معبر رفح البري من أجل إتاحة الحركة أمام الراغبين في السفر، مع إعطاء حكومة الوفاق الفلسطيني برئاسة رامي الحمد لله صلاحيات أوسع في قطاع غزة، مع الإبقاء على بعض المشاكل الخاصة المتعلقة بحركة حماس وأبناؤها الموظفين والبالغ عددهم 47 ألف موظف عالقة . والاتفاق على اسماء حكومة التوافق وبرنامجها.

السيناريو الثالث: فشل المصالحة:

إذا تأملنا نص الإتفاق الذي تم الإعلان عنه في القاهرة حول المصالحة الفلسطينية نجد هناك العديد من النقاط والتفاصيل الكفيلة بإيصال الأمور إلى نقطة “صفر”:

  • قضية دمج موظفين حركة حماس مع موظفين السلطة الفلسطينية، وهو قد يقابل اعتراض خاصة من قبل السلطة الفلسطينية بعد أن تم تقاعد عدد كبير من موظفي السلطة خلال الشهور الستة الأخيرة بقرار من الرئيس عباس، وبالتالى من الممكن أن تطلب السلطة الفلسطينية من حركة حماس تقاعد نصف الموظفين التابعين لها وبالتالى الدخول في اشكالية في غاية الحساسية بالنسبة لحماس.
  • في بند آخر ينص على أن تتسلم حكومة رامي الحمد لله الوزارات في غزة، على أن يبقي وكلاء الوزرات من حماس، وهو بند قديم لم يتم تطبيقه سابقا وكان كفيلا بتأجيج الخلافات.
  • البند الأهم هو من سيشرف على الانتخابات في حال اجرائها؟ هل تتولى السلطة الفلسطينية على الاشراف الأمني في الضفة الغربية وحماس في غزة؟ وما الذي يضمن نزاهتها؟ البند الاخر الذي يتحدث عن اشراف حرس الرئيس على معبر رفح من الجهة المصرية “الخارجية” بينما أمن حماس على الجانب الداخلي. وهنا السؤال هل ستسمح السلطة الفلسطينية أن تقوم “حركة حماس” بجباية رسوم المعبر من المغادرين القطاع دون أن يكون لها نصيب في ذلك؟ وهل ستقبل حماس أن تكون السلطة الفلسطينية هي المشرفة على المنطقة التجارية بين غزة مصر؟
  • عامل آخر قد يُفشل المصالحة، كيف لمحمود عباس صاحب قرار حل الجناح العسكري لحركة فتح “كتائب شهداء الاقصى” أن يقبل بوجود جناح عسكري آخر “كتائب القسام”، وما هو موقف الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية من ذلك؟
  • إضافة لما سبق يبقي عامل في غاية الاهمية لنجاح الصالحة الفلسطينية، وهو الموقف الامريكي والصهيوني ففي حال رفضت الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني تحقيق مصالحة فلسطينية فانها لم تتحق. خصوصا في ظل الحديث عن قيادات فلسطينية ضعيفة، إلى جانب ملف سلاح المقاومة والذي يلقى رفضا كبيرا من قبل الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية.

السيناريو الرابع: نجاح المصالحة

نظرا لضيق الخيارات أمام حركة حماس نتيجة للأوضاع المأساوية التي تعيشها الحركة في قطاع غزة، وهذا ما يفسره تقديم حركة حماس بعض التنازلات الكبيرة، ورغبة محمود عباس في انهاء ولاية حكمه بشئ يغفر له اخطاءه السياسية. قد تصل الامور إلى مصالحة فلسطينية. إلا أن المواقفة الامريكية الصهيونية شرطاً أساسيا لنجاحها.

 

ختاما:

نظرا للصورة المعقدة في المشهد الفلسطيني والاقليمي والدولي، يبقي من الصعب ترجيح سيناريو عن آخر، إلا أن تقدير الموقف الحالي يرى أن السيناريو الأول (التأجيل والمماطلة) هو الأقرب على المنظور القريب، وفي حال الاعلان عن اتفاق مصالحة وتوقيعه فإن السيناريو الثاني (نجاح جزئي) هو المتوقع.

وفي نفس السياق تأتي أهمية الإشارة إلى أن من يعتقد أن قدوم السيد “يحيي السنوار” رئيساً لمكتب حماس في غزة قادر على أن يحقق ما لم يُحققه الآخرون فهو “واهم” . لأن ملف المصالحة مرتبط بتغيرات إقليمية ودولية في المقام الاول، وهذا يحتاج إلى قراءة دقيقة لخريطة الرابحين والخاسرين من إتمام مثل هذه المصالحة (3).

—————–

الهامش

(1)  صبري عبد الحفيظ، «إيلاف» تنشر بنود المصالحة بين “فتح” و”حماس”، تاريخ النشر 17-9-2017م، الرابط.

(2)  محمد ابو سعدة ، بين غزة ومصر: دلالات المنطقة الحرة ، تاريخ النشر 27-11-2016م، الرابط.

(3) الآراء الواردة تعبر عن آراء كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن “المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية”.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close