fbpx
سيناء

فيديو كمين العريش: المعلن والخفي!!

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

تمهيد:

نشر المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية فيديو بتاريخ 24 يوليو 2017، يظهر تصدي إحدى كمائن القوات المسلحة لسيارة مفخخة جنوب مدينة العريش، ويظهر الفيديو توقف السيارة أمام إحدى الدبابات قبل أن تقوم الدبابة بدهسها ثم الإنسحاب لتنفجر السيارة بعدها بثواني قليلة مخلفة 7 قتلى من المدنيين، وفق بيان المتحدث العسكري ووفق ما ظهر بالفعل في الفيديو المنشور والذي يظهر تواجد مدنيين بمحيط الإنفجار، ولقد سارعت مواقع الأخبار المصرية والعربية بنقل الخبر بشأن الحادثة، ونسبتها بأن توقيت حدوثها هو يوم الإثنين 24 يوليو 2017، نقوم في هذا الملخص بتبيان تاريخ الحادثة، وماتم فيها مع اسماء الضحايا.

أولاً: تاريخ الحادثة:

وقعت الحادثة بتاريخ الأربعاء 19 يوليو 2017، وليس كما نشرت الكثير من وكالات الأنباء أنها قد وقعت بتاريخ 24 يوليو اعتماداً على بيان المتحدث العسكري، وقد رصدنا توقيت الحادثة بالمعهد المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية بتاريخ 19 يوليو وتناول الإعلام معها على النحو التالي:

1ـ وكالة الأناضول، نشرت عن استهداف مدرعة شرطة بعبوة ناسفة على الطريق الدائري جنوب مدينة العريش، بالقرب من كمين المحاجر، وذكرت الوكالة أنه بعد التفجير هاجم مجهولون بالرصاص أفراد المدرعة ما أسفر عن مقتل الملازم أحمد عادل (25 عاما)، و8 مدنيين بينهم سيدتان وطفلة تصادف مرور سياراتهم خلال الواقعة، بالإضافة إلى إصابة 4 آخرين (وكالة الأناضول)

2ـ جريدة الوطن المصرية: نشرت عن انفجار عبوة ناسفة على جانب الطريق الدائري بالقرب من كمين المحاجر جنوب مدينة العريش، لحظة مرور مدرعة للشرطة كانت تمشط الطريق، ما أسفر عن مقتل الملازم أول “أحمد عادل عمر” (26 عاما)، وإصابة المجندين “مسعد حسن مسعد” (22 عاما)، و”طه محمد فتحي” (21 عاما) أصيبا بشظايا متفرقة (الوطن)

3ـ موقع الشروق الإلكتروني، وكان أكثر المواقع الصحفية المهنية في نقل الحادثة مع تجنب ذكر تفاصيل لم يتم التحقق منها، حيث ذكر أن مستشفى العريش العام استقبل جثامين 8 أفراد مدنيين و4 مصابين آخرين إثر إصابتهم بشظايا انفجار جنوب المدينة، وأن الجثث والمصابين تم نقلهم من موقع الانفجار الذي أسفر عن استشهاد ضابط وإصابة آخر و4 جنود قرب كمين المحاجر الذي يقع على طريق مطار العريش (الشروق)

ثانياً: الحادثة بين ماتم نشره والواقع:

تقوم قوات الجيش الثاني الميداني وقوات الأمن بشن حملة مكثفة منذ أكثر من أسبوع بمناطق جنوب مدينة العريش وحتى تاريخه، وهذا بعد تزايد حوادث الاغتيالات والاستهدافات للقوات والتى كان أقواها ما حدث بتاريخ 17 يوليو حيث استهدفت مدرعتين بالتتابع (المصري اليوم)، ثم القيام بحرق إحداهما بعد الاستيلاء على الجهاز اللاسلكي الخاص بالمدرعة (الوطن)، لتكون حصيلة الهجوم مقتل 5 عسكريين أحدهم ضابط وإصابة 5 آخرين.

وإثر الهجوم بدأت القوات العسكرية بحمل أمنية موسعة من يوم الخميس 18 يوليو مستهدفة مناطق السبيل والمسمى والمزارع والطريق الدائري جنوب العريش (الشروق)، وترافق هذا مع قطع شبكات الاتصالات والإنترنت معظم الوقت (الشروق)، لتصبح مدينة العريش شبه معزولة عن محيطها الخارجي وهذا حتى (كتابة هذا التقرير) حيث يتم قطع شبكات الإتصال والإنترنت بشكل يومي وبمتوسط 22 ساعة يومياً.

وبتاريخ 19 يوليو، وفي محاولة من العناصر المسلحة التابعة لولاية سيناء لإحداث خسائر عالية في صفوف القوات المهاجمة لها، وفي إطار تخفيف الضغط على أفرادها قامت بالدفع بعربة مفخخة تجاه كمين المحاجر الواقع على طريق مطار العريش، ووفق البيان العسكري الصادر بتاريخ 24 يوليو، اقتحمت عربة دفع رباعى مفخخة حواجز الكمين لاستهدافه، إلا أن تمركز إحدى الدبابات بشكل متقدم أمام الكمين وسرعة ردة فعل سائق الدبابة في التعامل مع السيارة بدهسها، أعطى فرصة للعسكريين والمدنيين من الإنسحاب من محيط دائرة التفجير وهو ما اسهم في الحد من الخسائر البشرية، إلا أن انفجارها لاحقاً ادى إلى إستشهاد عدد (7) من أهالى سيناء الشرفاء ( ثلاث رجال وسيدتان وطفلان ) تصادف تواجدهم بالمنطقة أمام الكمين أثناء وقوع الإنفجار.

ثالثاً: تحليل الفيديو المنشور:

بمراجعة الفيديو المنشور على صفحة وزارة الدفاع المصرية على موقع الـ Youtubeوالذي جاء في بيان المتحدث العسكري لاحظنا التالي:

  1. يظهر في الفيديو طابور طويل من السيارات المدنية تقف استعداداً للتفتيش قبل الكمين العسكري، مع وجود مجموعة راجلة من أفراد الجيش عند نهاية طابور السيارات وبخلفهم تتقدم ببطء دبابة M60وخلفها مدرعات MARPمضادة للعبوات والكمائن.
  2. تتقدم العربة المفخخة باتجاه الكمين وتنتقل من يمين الطريق إلى اليسار، لتتوقف قبل الدبابة بمسافة قصيرة.
  3. لاحظنا عدم انتباه القوة الراجلة لاستهداف السيارة لهم، حيث توقفت السيارة بشكل تام أمامهم في الثانية 14 من الفيديو، ليلاحظوا ذلك بعدها ليسود ارتباك لمدة 10 ثواني، قبل أن تتقدم الدبابة لدهس العربة المفخخة في الثانية 24.
  4. لا يُعلم بدقة ما الذي حدث لقائد العربة المفخخة ما بين الثانية ال 14 و 24، حيث أنه لم يقم بتفجير العربة، ولا يمكن الجزم هل هذا يرجع لإصابة بطلق ناري من أحد أفراد المجموعة العسكرية الراجلة بعد ملاحظتهم له وأثناء انسحابهم المرتبك، أم أن هذا يرجع لخلل في دائرة التفجير الخاصة بالعربة المفخخة، أم أن قائد العربة المفخخة قد تردد بسبب وجود مدنيين بكثرة يمين السيارة، ولكن تواجد المدنيين كان أمراً واضحاً من قبل وصوله للكمين حيث أن كل السيارات المتوقفة خارج الكمين هي سيارات مدنية.

والسيناريو الأرجح هو ما ذكره المتحدث العسكري أن قائد العربة المفخخة قد فوجئ بتقدم الدبابة والعربات المدرعة، وأن الخطة كانت تجاوز طابور السيارات المدنية واقتحام الكمين مباشرة، ولكن هذا ايضاً كان سيحدث خسائر هائلة في المدنيين.

 

  1. لايظهر من الفيديو وجود أى مسلحين داخل السيارة بخلاف قائدها، وهو عكس ما ذكره المتحدث العسكري من وجود أربع مسلحين.
  2. يظهر الفيديو شجاعة سائق الدبابة، الذي تقدم لدهس العربة، وحرصه الشديد أثناء دورانه للإنسحاب على ألا يصيب بأي أذى سيارات المدنيين التى خاف ركابها من الهرب، حيث قام بتعديل وضعية الدبابة حتى لايسبب اى ضرر للسيارت المدنية.
  3. تظهر الثواني من 42 إلى 47 ، ومن الثانية 56 إلى الدقيقة الأولى من الفيديو خوف وتردد ركاب السيارات يمين العربة المفخخة في ترك سياراتهم، وقد قمنا (في وحدة الرصد والتوثيق) بوضع دائرة حمراء على السيارة المفخخة، وقمنا بوضع دوائر خضراء على السيارات التى كان بها مدنيون والتى طالتهم الموجة الإنفجارية لاحقاً وتسببت بقتلهم (أنظر الشكل المرفق):
  4. يظهر أقصي يمين الفيديو ما بين الدقيقة الأولى و 34 ثانية و 41 ثانية، شخص يتقدم باتجاه العربة المفخخة من بين الحشائش و المنطقة الصحراوية خارج حرم الطريق، ويبدو أنه من قوة عسكرية راجلة كانت متموضعة في هذا المكان لتأمين الطريق أو أعمال أخرى، ليقترب هذا الشخص مستطلعاً للسيارة قبل أن تنفجر، وهناك احتمالية أن التفجير الذي حدث وأطاح به ناتج عن قيامه باطلاق النار اتجاه السيارة للتأكد من مقتل قائدها، أو أن خلل في الدائرة التفجيرية بعد دهس السيارة أدى لإنفجارها، ومما يؤكد أن الفرد الذي تقدم من العربة قبل انفجارها هو أحد افراد القوة العسكرية للكمين، هو ظهور أفراد آخرين بعد التفجير يهرعون في نفس المنطقة قبل أن ينسحب احدهم للخلف اتجاه الدبابة والعربات المدرعة في التوقيت بين الدقيقة الثانية و 4 ثواني و نهاية الفيديو.
  5. لم يعلن المتحدث العسكري أن الحادث قد أسفر عن إصابة عسكريين، ولكن وفق ما رصدناه من مصادرنا، فقد أدى الحادث إلى إصابة 7 عسكريين ومقتل ثلاثة عسكريين آخرين وهم: الملازم أول/ أحمد عادل عمر، عريف/ تامر عبد المجيد الديب، المجند/ محمد سعيد عويس (مرفق صورة للملازم أول أحمد عادل).

10-أدى الحادث إلى إصابة خمسة مدنيين وهم (عبد الرحمن العكاوي، إسلام العكاوي، محمد العكاوي، رشاد خالد كيلاني الشوربجي، وائل أحمد الحفني)، بالإضافة لمقتل 7 مدنيين كما ذكر المتحدث العسكري، ومنهم: حسن سليم النخلاوي، أكرم أحمد يوسف الكراني (مرفق صورة المواطن/ حسن سليم النخلاوي)

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close