fbpx
دراساتالخليجخرائط قوى

خريطة القوى الإعلامية في المملكة العربية السعودية

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

مدخل:

لم تكن وسائل الاتصال الحديثة متاحة في المملكة العربية السعودية، وقت التأسيس، عدا الصحف الورقية، وكانت البداية الحقيقية للصحافة في المملكة، مع إصدار جريدة “أم القرى”، وهي الصحيفة الرسمية للمملكة، في العام 1924م. أما التلفزيون، فقد كان له وجود قبل بداية البث الرسمي السعودي في منتصف الستينيات الماضية، بسنوات عديدة؛ حيث كانت هنالك محطة تلفزيونية تابعة لشركة “أرامكو”، في الظهران، في نهاية الخمسينيات الماضية.

ومرت الصحافة الورقية في المملكة، بعدد من المراحل، الأولى هي مرحلة صحافة الأفراد، واستمرت منذ منتصف العشرينيات، وحتى نهاية الخمسينيات الماضية، ثم مرحلة دمج الصحف، في النصف الأول من الستينيات الماضية، ثم مرحلة نظام المؤسسات الصحفية الأهلية، وهي ومستمرة إلى الآن. وبدأت الإذاعة في المملكة العربية السعودية في البث المباشر المستمر والمنتظم في العام 1932م، ومن بين أهم المحطات الإذاعية الموجودة الآن: البرنامج العام، البرنامج الثاني، إذاعة نداء الإسلام، وإذاعة القرآن الكريم.

أما على مستوى الإعلام المرئي، فقد انطلقت أول أشارة لمشروع التلفزيون السعودي عام 1962م، وكان بالأبيض والأسود، ثم بدأ البث التلفزيوني الملون بصورة دائمة في المملكة منذ العام 1976م. ومن بين أهم قنوات التلفزيون السعودي المتواجدة الآن: القناة الأولى، القناة الثانية، الرياضية، الإخبارية، الثقافية، الاقتصادية، أجيال، القرآن الكريم، السُّنَّة النبوية. أما وكالة الأنباء السعودية (واس)، فقد انطلقت عام 1970م، وكان الهدف الأساسي من إنشائها، أن تكون جهازًا مركزيًّا لجمع وتوزيع الأخبار المحلية والعالمية داخل المملكة وخارجها، وتقوم وكالة الأنباء السعودية بأداء دورها الإعلامي بالتنسيق مع الإذاعة والتلفزيون في المملكة.

وفي هذا الإطار، يحاول هذا الفصل رصد بعض التفاصيل المتعلقة بالمنظومة السابقة، وتأثيرها على الرأي العام السعودي والإقليمي.

المبحث الأول

التأثير الداخلي والخارجي للإعلام السعودي

يقول الكاتب السعودي محمد قستي(1)، في مقال له بعنوان: “ترسانة إعلامية برائحة النفط.. إمبراطورية على رمال متحرّكة”، إن هيمنة المال النفطي السعودي على الإعلام المحلي والعربي، بهدف تطويق الأفكار التحررية، والترويج لمشاريع سياسية إستسلامية، وتعميم ثقافة الإستهلاك. وتمد هذه الإمبراطورية الإعلامية، أذرعها إلى كافة أرجاء العالم العربي والإسلامي، كافة، ولكن هذه السيطرة ليست مطلقة؛ حيث توجد مؤسسات إعلامية منافسة تعبر عن قضايا الشعوب وتحمل رسالتها بقدر من الأمانة، أو لاعتبارات سياسية، مثل شبكة “الجزيرة”.

ويمثِّل الإعلام دائمًا هاجسًا كبيرًا لدى العائلة الحاكمة في المملكة، بشكل لا يمس الدولة بالمعنى السياسي والمؤسسي، بقدر ما يمس النظام الحاكم ذاته. ولذلك تنفق الدولة المليارات للسيطرة على أجهزة الإعلام في الداخل وفي العالم العربي وحتى على مستوى الغرب، بما في ذلك شراء مساحات في قنوات وصحف غربية، مع السيطرة على عدد من المحطات الإذاعية في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، وعلى شبكات قنوات فضائية تحتوي برامجها على نشرات أخبار، وبرامج سياسية، وترفيهية، ورياضة وتسلية وموسيقى وأفلام، إضافة الى قنوات دينية تروج لشكل من الإسلام غير المسيس والمتصالح مع النظام وسياساته.

وفيما يدرك الأمراء بأن العاملين في الإمبراطورية الإعلامية السعودية يحملون ميولاً تتناقض مع توجهات السياسة السعودية، إلا أنهم يستعيضون عن ذلك بالتمويل الكبير الذي يكبح تلك الميول.

وتسيطر على وسائل الإعلام الرسمية السعودية، وزارة الثقافة والإعلام، وتأسست بموجب المرسوم الملكي رقم (57)، لسنة 1962م، والذي نص على تحويل المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر، إلى وزارة الإعلام. والوزارة مسئولة عن التخطيط والإدارة والتنفيذ والمتابعة لكل من الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء السعودية.

الصحافة:

من بين أبرز سمات الصحف الأهلية، والتي تسيطر عليها الوزارة، بموجب نظام المطبوعات والنشر، الطبيعة المناطقية، وهي سمة ورثتها من مرحلة ما قبل توحيد المملكة؛ حيث كانت الصحف التي صدرت قبل توحيد البلاد، صحفًا إقليمية لم تكن تمثل من شبه الجزيرة العربية سوى مدن الحجاز. لكن الصحف التي ظهرت بعد ذلك، كانت أوسع مجالا وأكثر شمولاً، وضمت أقلامًا مختلف أنحاء البلاد، مع تشجيع ألوان من النشاط الاجتماعي والأدبي والفكري.

والصحف اليومية الحالية في المملكة، ذات ملكية خاصة، إلا أنها مدعومة ومنظمة من قبل الحكومة، منذ التأسيس وفي مختلف مراحل نشاطها؛ حيث لابد من الحصول على موافقة ملكية (مرسوم ملكي) من أجل تأسيس مؤسسة صحفية، وهو ما قاد إلى سيطرة كاملة للدولة على الخطاب الإعلامي، وجعل الدولة بالتالي، أحد أهم مصادر تلقين الرأي العام السعودي، والذي لم يزل يعتمد، وبشكل شبه كامل، على الإعلام الرسمي، والصحف الأهلية، باستثناء بعض شرائح الشباب من الأجيال الجديدة، التي تتعامل مع الإعلام الإلكتروني ووسائط التواصل الاجتماعي، في استقاء معلوماتها وتكوين مواقفها وآرائها من القضايا المختلفة.

وكالمعتاد؛ فإن نظام المطبوعات والقانون الأساسي في السعودية، تستعمل مصطلحات فضفاضة للسيطرة على الإعلام الأهلي، مثل “دعم الوحدة الوطنية”، أو “مواجهة دعوات الفوضى”، وما إلى ذلك؛ حيث يتم استغلال هذه العبارات الفضفاضة في السيطرة على وسائل الإعلام المختلفة، وتوجيهها. وبالتالي؛ فإن النظام الحاكم ووجهات نظره وكذا، هي أول وأهم مصادر توجيه الرأي العام في المملكة.

وهو ما تم تمتينه في السنوات الأخيرة، ويتضح من خلال المقارنة بين الممانعة التي أبداها الرأي العام السعودي، وخصوصًا على مستوى الأئمة السلفيين، في أزمة الخليج الثانية، مطلع التسعينيات الماضية، فيما يتعلق بدخول قوات أجنبية إلى المملكة لإخراج القوات العراقية من الكويت، وبين الموقف الراهن المؤيد تقريبًا بشكل شبه كامل، للحرب التي تشنها الدولة على التيار الإسلامي الصحوي والإخوان المسلمين.

وفي هذا الإطار، توظِّف الدولة السعودية عددًا من الأدوات التي تدعم سيطرتها على ما تلقنه للرأي العام، والتي تندرج تحت بند الإعلام المباشر، وتدعم ما تقوم به من توجيه للرأي العام، مثل المنابر، ومناهج التعليم، وغير ذلك، إضافة إلى إحكام السيطرة على المؤسسة الدينية الرسمية.

وبالرغم من كل التطورات التي دخلت على وسائل الإعلام؛ تبقى للصحف المقروءة والمصادر الورقية، أهميتها الكبرى في تحقيق رسالة الإعلام “information”، بالمعنى الواسع، في صناعة ونقل الخبر، وتوجيه الرأي العام، وإيصال المعلومة، باعتبار أن الصحف أحد أهم وسائط الإعلام الجماهيري الـ”mass media”.

وتزداد أهمية هذه الوسيلة الإعلامية في المجتمعات التي لم تصل بعد إلى درجة الاعتمادية الكاملة على وسائل الإعلام الإلكتروني، أو الإعلام الفضائي، مثل المجتمع السعودي؛ حيث لم تزل نسبة كبيرة من السكان التي تعيش في هذا البلد المترامي الأطراف، تقيم في مجتمعات محلية، لم تزل تكنولوجيا الاتصالات هامشية التواجُد فيها، مع الاعتراف- بطبيعة الحال- بالتطور الكبير الذي طرأ على المجتمع السعودي في هذا الأمر، في السنوات الأخيرة.

وبعض من هذه الصحف يصدر في الخارج، مثل “الشرق الأوسط” و”الحياة” اللندنيتَيْن، والأولى أقرب إلى صحيفة للدولة السعودية، باعتبار جهة النشر، وهي الشركة السعودية للأبحاث و النشر، والتي أسسها هشام وعلي حافظ، وهي من أكبر المؤسسات  الصحفية السعودية والعربية؛ حيث تصدر عنها حوالي 15 مطبوعة دورية، بعضها بلغات غير العربية، من أهمها بجانب جريدة “الشرق الأوسط” الدولية، مجلة “المجلة” السياسية الأسبوعية، ومطبوعات أخرى، منها “الرجل” و”سيدتي”.

أما “الحياة”؛ فإن التمويل هو أداة الدولة السعودية الرئيسية في توجيهها، بجانب مشاركة الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود، في ملكيتها، ويتم التوجيه بالأساس فيما يخص وجهات نظر الدولة السعودية، إزاء قضايا الإقليم العربي، وقضية التغيير والإصلاح.

ومن بين أهم المصادر الورقية، صحف “الجزيرة”، “عكاظ”، “الرياض”، “الوطن”، “الشرق”، “اليوم”، “الاقتصادية”، و”المدينة”.

ولقد دخلت الصحف السعودية عصر الإعلام الإلكتروني، ووسائطه، ومن بين أهمها مما يتم تحريره من داخل المملكة، صحيفتا “مكة نيوز”، و”سبق”، وخارجها، من لندن “العرب”، بجانب مواقع إلكترونية أخرى ذات أهمية، مثل “ميديل إيست أون لاين”.

الإعلام الفضائي

على مستوى الإعلام الفضائي، بجانب التليفزيون الرسمي السعودي، تملك الدولة السعودية – فعليًّا – من خلال التمويل، وسيطرة بعض الأمراء والمقربين على عدد من أهم شبكات الإعلام الفضائي العربية، مثل شبكة راديو وتليفزيون العرب “ART”، وشبكة تليفزيون الشرق الأوسط “MBC”، و”روتانا”، وهي الأقرب للعائلة السعودية الحاكمة، باعتبار ملكيتها للأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود.

ولذلك فإن التأثير الإعلامي للدولة السعودية، على مستوى الـ”media” والـ”mass media”، يتجاوز حدود المملكة، إلى آفاق إقليمية أكثر سعة، تتماهى مع أدوات التأثير السعودية الأخرى، مثل العائدات النفطية، والبُعد الديني المتعلق باحتواء حدود المملكة لأقدس مقدسات المسلمين.

وهذا التأثير ثنائي الاتجاه، فالتأثير السياسي والاقتصادي السعودي، يقود إلى التضييق على وسائل الإعلام المعارضة في الخارج، كما تم مع قناة “الإصلاح”، التي كان يديرها المعارض مبارك سعيد بن زعير، من لندن؛ حيث كان تأثير المال السياسي السعودي، والدبلوماسية السعودية، حاكمًا بالنسبة للندن في هذا الإطار.

إلا أن هذه السيطرة لم تصل بعد إلى موقع “تويتر”، على انتشاره في المملكة عمَّا عداه من مواقع تواصل اجتماعي الأخرى، وهي مشكلة حقيقية بالنسبة لقبضة الدولة المحكمة على الإعلام بمختلف ألوانه.

وتزداد مشكلة مواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة للدولة، مع كونها وسيلة نشطاء المعارضة في الخارج، وخصوصًا أبناء التيار الإسلامي الصحوي، السعوديين وغير السعوديين، لنشر فكرة التغيير والإصلاح، ومعارضة آل سعود صراحةً، باعتبار أنهم أحد أبرز عوائق تقدم خطاب الإصلاح والتغيير في المجتمعات العربية الأخرى، التي شهدت ثورات.

فالدور السعودي، وكذلك الإماراتي، واضح في التأثير على الموقف السياسي في مصر وتونس وليبيا، بشكل حقق، ولو مرحليًّا، ارتكاسات عدة على نتائج الثورات التي شهدتها هذه البلدان، وذلك من خلال أدوات عدة، من بينها الإعلام والمال السياسي.

ولكن مشكلة مواقع التواصل الاجتماعي ليست عميقة لهذه الدرجة؛ فهي لا تصل إلا للنخبة فقط، ولا تصل إلى عمق المجتمع السعودي، البعيد قليلاً عن وسائط الإنترنت والإعلام الإلكتروني.

المبحث الثاني

خريطة التأثير الإعلامي السعودي داخليًّا وخارجيًّا

تمارس الدولة السعودية سطوتها، وتأثيرها من خلال منظومة إعلامية متكاملة، من بينها كُتَّاب وقنوات وبرامج وصحف وغير ذلك، ولمزيد من التخصيص، وعلى أهمية بعض الوسائل والأقلام السابقة، نقدم في هذا المبحث تعريف بعدد من أهم هذه الأقلام والوسائل، وتنقسم التعريفات إلى أربعة أقسام رئيسية:

– أولاً: إعلاميون.

– ثانيًا: أكاديميون.

– ثالثًا: سياسيون.

– رابعًا: مصادر إعلامية (صحف وقنوات فضائية).

– خامسًا: شبكات قنوات فضائية مدفوعة.

مع الوضع في الاعتبار أن الترتيب داخل كل تصنيف منها، سوف يكون بالترتيب الأبجدي.

أولاً: إعلاميون:

1. أحمد الفراج:

أحمد بن محمد بن حمد الفراج، كاتب في صحيفة الجزيرة وأكاديمي سعودي ، ولد في مدينة بريدة عام 1966م، حاصل على شهادة الماجستير في الآداب من جامعة إنديانا الأمريكية، عام 1988م، وشهادة الدكتوراه في اللغويات من جامعة ولاية متشجن الأمريكية أيضًا، عام 1955م.

عمل لفترة مديرًا لمكتب الدراسات الخاصة بالسكرتارية الخاصة لولي العهد ووزير الدفاع السعودي الراحل، الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، من العام 2006م، وحتى وفاة هذا الأخير، وكان قبلها يعمل عميدًا لمعهد اللغة العربية بجامعة الملك سعود، لمدة عامَيْن.

بدأ حياته المهنية مدرسًا للغة الإنجليزية كلغةٍ ثانية في معهد تعليم اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها بجامعة إنديانا بالولايات المتحدة، عام 1987م، وشارك في العديد من البرامج السياسية للتعليق على الأحداث في القنوات المحلية والخليجية والعربية والعالمية، وكتب في مجلة “اليمامة” وجريدة “الحياة”، وحاليًا هو كاتب زاوية باسم “بُعد آخر”، في جريدة “الجزيرة”

2. أحمد عدنان:

كاتب صحفي سعودي، من أشد الصحفيين خصومة للتيار الإسلامي، ويكتب ضد التيار الصحوي من منطق عقيدي، عمل في أغلب الصحف السعودية باستثناء “الرياض” والجزيرة” مع ما له من آراء سلبية حول الدولة ذاتها.

خاض العديد من التجارب العملية الأخرى؛ حيث عمل مع قناة “LBC” اللبنانية، وكتب في عدد من الصحف اللبنانية واللندنية، مثل “العرب”.

ويقول عن الإسلام السياسي، إنه “يتقرب إلى الله بمعاداة وخصومة التيار الإسلاموي بشتى أجنحته، نعم، محاربة الإسلام السياسي لا أبتغي من ورائها إلا رضا الله، فالإسلام السياسي ليس نقيضًا للكفر السياسي كما يتصور ويصوره بعضهم، هو نقيض للإسلام، إنني أقول مرتاح الضمير، مطمئن النفس، إن عدو الإسلام الحقيقي هو الإسلام السياسي، الذي أفسد علاقة المسلمين ببعضهم، وأفسد علاقتهم بربهم، وخيَّر المسلمين بين استبداد ديني، واستبداد زمني، وجر العالم الإسلامي– برمته– إلى التخلف، والتطرف، والفساد، وسفك الدماء”.

وهو لا يميز في هذا الإطار، ما بين تيار وآخر، فيقول: “لا أفرق بين تنظيمات، وأحزاب الإسلام السياسي، فملّة “الكفر” واحدة (استخدامي لمصطلح الكفر هنا مجازي أدبي)، عصر الإخوان انتهى بعد ثورة 30 يونيو، وكنت- ولا أزال- أرى أن الخطر الأكبر كامن في السلفية، والسرورية، لم يقنعني- أبدًا- أولئك الذين يشنون كل الهجوم على “الإخوان”، وينسجون كل المداهنة مع “السلفية”، التعامل مع الإسلام السياسي يجب أن يكون حُزمة واحدة، وإلا فلا”.

أما عن رأيه في الدولة السعودية؛ فيقول: “يتحدثون عنَّا أننا دولة إسلامية، وهذه إساءة للإسلام أن نقول أننا دولة إسلامية، نحن لسنا دولة عظمى، نحن دولة متخلفة، ولايمكن لنا القول أن الدولة السعودية دولة إسلامية”.

ويطالب بلامركزية إدارية أو ما أسماه بالفيدرالية، ولكنه ينفي قصده أن يكون ذلك “تقسيمًا للبلد”، ويقول إنه يشجع المعارضة للسلطة، ويدافع عن محاكمة الناشط حمزة كشغري، الذي غرَّد بعبارات فيها انتقاص وازدراء بحق الله سبحانه وتعالى.

3. تركي الحمد:

هو الدكتور تركي حمد تركي الحمد البريدي آل مشرف الوهيبي التميمي، المعروف بتركي الحمد، وُلد في العاشر من مارس من العام 1952م، في مزار الكرك بالأردن لأسرة سعودية تنتمي إلى تميم من جماعة العقيلات، هو كاتب وروائي ومفكر سياسي وأستاذ أكاديمي سابقًا، وأحد رموز التيار الليبرالي في المملكة العربية السعودية.

عاش تركي الحمد مرحلة شبابه ومراهقته في الستينيات والسبعينيات الميلادية السابقة بالدمام، حصل على الماجستير من جامعة كلورادو الأمريكية في العام 1979م.

كانت بداياته كاتبًا في جريدة “الرياض”، ثم انتقل إلى جريدة “الشرق الأوسط” منذ العام 1990م، ثم توقف فترة من الزمن عن الكتابة، ثم عاد إلى الكتابة في صحيفة “الوطن”.

عمل أستاذا للعلوم السياسية في كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود بين عامي 1985م و1995م، ثم تقاعد، أُلقي القبض عليه وهو في السنة الأولى الجامعية في جامعة الملك سعود (الرياض سابقًا)، وبقي في السجن ما يقرب من سنتين وبعد الإفراج عنه سافر إلى الولايات المتحدة للدراسة.

يرى أن الليبرالية “هي النظام الذي لا يسعى إلا لخير الإنسان، على الرغم من اتهامها بالعديد من التهم التي تتجنى عليها، فالليبرالية هي أسلوب حياتي يقوم على أساس احترام الفرد وحقوقه وحرياته التي تشكل دوائر مستقلة لا تتقاطع مع دوائر الآخرين”.

انتقد ما توجد عليه دول العالم الثالث بما أسماه تحالف الفساد والاستبداد سويا؛ حيث يعتبر هذا الوضع هو السبب الرئيسي في تخلفها “كما أنه (تحالف الفساد والاستبداد) هو المرجعية وراء جميع المشاكل، وإذا غاب قد يسهل معالجة الأخر”.

ويرى أن التوجهات الأمريكية داخل المنطقة العربية ككل لها منظورها الخاصة في القضايا الإقليمية “في الوقت الذي ليس لديها (الولايات المتحدة) استعداد أن تكون في نفس موضع الآخر، وقد تأصل هذا الإحساس لدى الشعب الأمريكي لدرجة انه تم إضفاء نوع من القدسية على هذا السياسة لدى المحافظين من الشعب الأمريكي”.

له وجهة نظر شديدة السلبية تجاه التيارات الإسلامية؛ حيث يرى الحمد أن التيارات الإسلامية لا تستند على الدين في كأساس من أجل حروبها؛ بل هي جماعات تتسر وراء الدين من أجل تحقيق مكاسب وغايات سياسية، وهي جماعات لا تتوانى في أن تستخدم أية وسيلة حتى وإن كانت أرواح البشر من أجل تحقيق أهدافها.

نفى فكرة الثوابت المجتمعية، وأعترف بعدم إيمانه بهذه الثوابت “لأن الحياة دائمة التغير، وإذا تم الإيمان بهذه الثوابت في مرحلة من مراحل المجتمع؛ فإنه بالتأكيد سيظهر هناك أفراد تقوم بالتغيير؛ لأن الثوابت قابلة للتغير مع الوقت”.

يرى أن الدين هو عبارة عن علاقة ثنائية بين الفرد وربه، وهو الأمر الذي قد ينتج عنه اختلاف في العلاقة بين الفرد وربه من فرد إلى أخر حسب فهم كليهما لطبيعة العلاقة، وأن عملية تدين السياسة وتسييس الدين يؤديان إلى نتيجة حتمية ألا وهي الاستبداد.

4. تركي بن عبد الله الدخيل:

اعلامي وصحافي سعودي، من مواليد الرياض العام 1973م، درس في جامعة الإمام محمد بن سعود، كلية أصول الدين، قسم السُّنَّة، وحصل على دورات تخصصية في التصوير والكتابة الصحفية وإدارة مواقع الإنترنت، من الولايات المتحدة.

يعمل في مجال الصحافة منذ العام 1989م، واحترفها عام 1994، في الصحف والمؤسسات الإعلامية التالية: “الرياض”، “عكاظ”، “الشرق الأوسط” اللندنية، ومجلة “المجلة”، و”المسلمون”، و”عالم الرياضة”، ومجلة “الجيل”، وآخر صحيفة عمل فيها صحفيًّا متفرغًا، كانت “الحياة”.

ساهم في تأسيس قناة “العربية”، وموقع “العربية. نت”، وعمل مشرفًا عامًّا عليه حتى العام 2007م، وله في القناة برنامج مهم، هو “إضاءات”، كما أسس مجلة “الإقلاع” الالكترونية، وترأس تحريرها، وموقع “جسد الثقافة” الذي يُعنى بالأدب والفنون الكتابية والبصرية.

ويمتلك الدخيل ويدير مركز “المسبار” للدراسات والأبحاث في دبي، وهو أحد أهم الأذرع الإعلامية والبحثية للتيار الليبرالي المتغرِّب في المملكة والخليج العربي.

5. جمال خاشقجي:

الدكتور جمال خاشقجي كاتب وإعلامي سعودي، من مواليد المدينة المنورة، عام 1952م، عمل خلال مسيرته الصحفيَّة في تغطية الأحداث الساخنة في الجزائر والسودان والكويت في الفترة من العام 1991م حتى العام 1999م، إلى أن تولى رئاسة تحرير صحيفة “الوطن” عام 2004م.

أُرغم على الاستقالة بعد 52 يومًا فقط، ثم عاد إلى رئاسة تحريرها في العام 2007م، ثم أقيل مجددًا بعد ذلك بعامَيْن، له العديد من الإسهامات الصحفيَّة والفكريَّة في العديد من المجلات والصحف والفضائيات.

يشغل منذ يوليو 2010م، منصب المدير العام لقناة “العرب” الإخبارية لمالكها الأمير الوليد بن طلال، ومن مؤلفاته كتاب “علاقات حرجة- السعودية بعد 11 سبتمبر”، وكتاب “ربيع العرب زمن الإخوان المسلمين”، وكتاب “احتلال السوق السعودي”.

6. داود الشريان:

هو داود بن عبد العزيز بن محمد الشريان، إعلامي سعودي، من مواليد الرياض، عام 1954م، تخرج في جامعة الملك سعود، تخصص صحافة، عام 1977م.

بدأ عمله الصحفي بجريدة “الجزيرة” عام 1976م، ثم التحق بمجلة “اليمامة” عام 1977م وأصبح مديرًا للتحرير فيها، وفي العام 1980م، أصبح أول مراسل لوكالة “الأسوشييتد برس” في المملكة.

عام 1987م، أسس شركة للتوثيق والمعلومات وتولى إدارتها، وخطط وأسس لإصدار موسوعة “التراث الشعبي في المملكة”، وموسوعة “وثائق تاريخ الملك عبد العزيز”، وفي العام 1989م، أصبح رئيسًا لجريدة “المسلمون الدولية”، وعضوًا في مجلس إدارة الشركة السعودية للأبحاث.

عام 1993م، أصبح مسئولاً عن التحرير والإدارة في جريدة “الحياة”، في المملكة ودول الخليج، وعضوًا في مجلس إدارة “دار الحياة” حتى عام 2003م، وفي العام 2004م، عمل مع “تلفزيون دبي”، وقدم برنامجًا سياسيًّا أسبوعيًّا بعنوان “المقال”، لمدة ثلاث سنوات، وحصل في عامه الأول على الجائزة الفضية للبرامج الحوارية في مهرجان قناة “الجزيرة”.

عام 2006م، أصبح نائبًا لمدير عام قناة “العربية” في السعودية، ومديرًا عام لمجموعة “MBC” في المملكة، وهو عضو في مجلس إدارة قناة “العربية”، ومجلس إدارة مجموعة “MBC”، وتولى رئاسة تحرير موقع “العربية. نت” في شهر مايو عام 2009م، ويقدم حاليًا برنامجًا سياسيًّا أسبوعيًّا في قناة “العربية”، بعنوان “واجه الصحافة مع داود الشريان”، ويقدم برنامجًا إذاعيًّا يوميًّا عبر إذاعة “MBC FM”، بعنوان “الثانية مع داود”.

7. سلمان الدوسري:

هو سلمان بن يوسف بن علي العمور الدوسري، من مواليد مدينة الخبر، عام 1968م، حاصل على الشهادة الجامعية في الإدارة والاقتصاد.

دخل مجال الصحافة، كمراسل متعاون مع صحيفة الاقتصادية، ضمن “المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق”، حتى العام 1998م.

في العام 2004م، انتقل للعمل في صحيفة “الشرق الأوسط”؛ حيث عمل مراسلاً لها في البحرين، ومسئولاً عن التحرير في الإمارات عام 2006م، وفي ديسمبر من العام 2009م، جرى تعيينه مساعدًا لرئيس تحرير صحيفة “الشرق الأوسط”، في مقرها الرئيسي في العاصمة البريطانية لندن، ثم تولى رئاسة تحرير “الاقتصادية”، في أكتوبر من العام 2011م، وفي يوليو 2014م، تم تعيينه رئيسًا لتحرير صحيفة “الشرق الأوسط”.

8. سمر المقرن:

هي سمر بنت مقرن عبد الله المقرن، كاتبة صحفية وروائية سعودية، حاصلة على درجة البكالوريوس في التربية، تخصص تعليم ما قبل المرحلة الابتدائية من كلية التربية بجامعة الملك سعود، عام 2001م، وتدرس حاليًا للحصول على درجة الماجستير في الصحافة والإعلام، في مملكة البحرين.

صدرت لها رواية بعنوان “نساء المنكر”، عن دار الساقي، 2008م، كما صدر لها كتاب سياسي بعنوان “ثورة الشعب وثورة الطائفة.. سوريا والبحرين” عن دار الكفاح، عام 2012م.

تكتب المقرن ثلاثة مقالات أسبوعية، وهي، زاوية “مطر الكلمات”، في صحيفة “الجزيرة”، يومَيْ الأربعاء والسبت، منذ يونيو 2009م، وزاوية في صفحة “منطلقات”، في صحيفة “البلاد” البحرينية، وتكتبها كل يوم جمعة، منذ يونيو 2009م، أيضًا، وزاوية في صفحة “آراء”، في صحيفة “العرب” اللندنية، كل يوم جمعة، منذ مارس 2014م.

عملت رئيسةً لقسم المجتمع بصحيفة “الوطن”، خلال الفترة من أكتوبر 2005م، وحتى أكتوبر 2007م، لتكون بذلك أول امرأة ترأس قسم يومي في صحيفة سعودية خارج الأقسام النسائية.

حصلت على درع المنظمة العربية للإصلاح الجنائي للعام 2007م، نظير جهودها الإعلامية في نشر ثقافة حقوق الإنسان، كما حصلت على لقب أنجح امرأة عربية في مجال الثقافة والأدب، ضمن 60 سيدة عربية ناجحة في مختلف المجالات، عام 2008م، ضمن استفتاء أجرته مجلة “سيدتي”، وآخر جوائزها، جائزة “الهيثم” للإعلام العربي، كأبرز شخصية إعلامية نسائية عربية، عام 2014م.

متخصصة في مجال الكتابة عن حقوق الإنسان؛ حيث حصلت على عدد من الشهادات في هذا المجال، ومن بينها شهادة في كتابة التقارير الخاصة بحقوق السجناء وفق الاتفاقيات الدولية في الحد الأدنى لمعاملة السجناء، من إحدى المنظمات المصرية، في فبراير 2006م، كما حصلت على شهادة مدربة في حقوق الإنسان من مركز التأهيل والدراسات لحقوق الإنسان باليمن، في يونيو 2006م.

أما دوليًّا، فهي حاصلة على دبلوم في تعزيز المرأة في المواقع القيادية من المعهد الديمقراطي الوطني الأمريكي للشئون الدولية “NDI”، في يوليو 2008م، وشهادة أخرى في آليات حماية حقوق المرأة من معهد جنيف الدولي لحقوق الإنسان، في يناير 2011م.

والمقرن عضوة في جمعية كتاب الرأي، وهيئة الصحفيين السعودية، وكذلك الجمعية السعودية للإعلام والاتصال.

9. طارق الحميد:

صحفي سعودي من أصل مصري؛ وُلد في مدينة جدَّة، من أب وأم مصريَّيْن، ولكن والده حصل على الجنسية السعودية، في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود.

بدأ حياته في الاستخبارات العامة السعودية، صحفيًّا في القسم الإعلامي، قبل أن يعمل في جريدة “المدينة”، ثم يصبح رئيسًا لتحرير صحيفة “الشرق الأوسط”، حتى ديسمبر من العام 2012م، عندما أصدر الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، التي تملك الصحيفة، قرارًا بتعيين الإعلامي عادل الطريفي رئيسًا لتحرير صحيفة “الشرق الأوسط”، إضافة إلى عمله رئيسًا لتحرير مجلة “المجلة”، مع استمرار الحميد كاتبًا يوميًّا بالصحيفة.

له عدد من الآراء الصادمة، فهو يدافع عن النظام السعودي ويعطي في أحيان كثيرة مؤشرًا لوجهة نظر الحكم السعودي، وخلفية المواقف السعودية، وكثيرًا ما دافع عن سياسات الرياض التي تتماهى مع السياسات الأمريكية.

كما يرى أن الثورات العربية، كانت مدخلاً للفوضى، ويحمل الإسلاميين في مصر وتونس ودول الربيع العربي الأخرى، مسئولية الفوضى الراهنة في هذه الدول.

كما دأب على انتقاد حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، ويدعم الحصار المفروض على قطاع غزة، ويتبنى دائمًا وجهة النظر الرسمية المصرية حول تدخلات “حماس” في الشأن الداخلي المصري.

10. عبد العزيز الخميس:

بدأ الخميس مشواره المهني صحفيًّا بجريدة “الشرق الأوسط” اللندنية، ثم انتقل للعمل مع جهاز المخابرات الإماراتي، في أواخر العام 2011م، عندما اشترت المخابرات الإماراتية جريدة “العرب” الدولية بصورة كاملة، ولكن بشكل غير معلن، وسلمت رئاسة تحريرها للخميس، الذي هناك تقرير أيضًا تشير إلى أن الموقع الالكتروني الذي يديره، يتلقى تمويلاً من المخابرات الإماراتية.

قبل ذلك عمل رئيسًا لتحرير مجلة “المجلة”، ولكنه أُبعد عنها بسبب مخالفات ارتكبها، حسب نظم مالكي الجريدة، مما أدى إلى خروجه من المملكة؛ حيث تحول إلى معارض سياسي يكتب ضد النظام، منتقدًا إياه، ومطالبًا بالإصلاح.

خلال رئاسته لتحرير صحيفة “العرب”، نشر عددًا من الأخبار الكاذبة، مما أفقد صحيفته مصداقيتها، ومن بينها خبر عن أن المملكة أوقفت خلية تجسس تعمل لصالح قطر وتركيا، ونفت وزارة الداخلية السعودية ذلك رسميًّا، كما نشر في أبريل 2014م، تصريحًا منسوبًا للأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودين قال فيها إن قطر قدمت تنازلات في موضوع الخلاف مع بعض دول الخليج، خلال اجتماع لوزراء الخارجية الخليجيين، وهو ما نفته وزارة الخارجية السعودية أيضًا.

كذلك نفت وزارة الخارجية التونسية في أبريل 2014م أيضًا، خبرًا نشرته الصحيفة بأن قطر طردت الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى تونس.

11. عبد الرحمن الراشد:

من مواليد العام 1956م، يشغل حاليًا منصب مدير قناة “العربية”، ويكتب في جريدة “الشرق الأوسط” اللندنية التي سبق أن ترأس تحريرها قبل عمله في قناة العربية، كما يملك شركة “ORTV” للإنتاج الإعلامي.

بدأ الراشد عمله الصحفي منذ كان طالبًا من خلال النشاطات غير المنهجية، حصل على شهادة الثانوية العامة ليلتحق ببعثة دراسية في الولايات المتحدة؛ حيث درس الإنتاج السينمائي في الجامعة الأمريكية بواشنطن.

في العام 1980م، تولى إدارة مكتب صحيفة “الجزيرة” السعودية في العاصمة الأمريكية، ثم، وبعد خمس سنوات انتقل إلى بريطانيا للعمل في المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، كنائب لرئيس تحرير مجلة “المجلة” السعودية الأسبوعية التي تصدر في لندن، وبعد عامَيْن تولى رئاسة تحرير “المجلة”، حتى العام 1998م، عندما عُين رئيسًا لتحرير جريدة “الشرق الأوسط” اللندنية.

في العام 2003م، قدم عبد الرحمن الراشد استقالته من المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، وتلقى بعدها عرضًا من مركز تلفزيون الشرق الأوسط “MBC”، لإدارة قناة “العربية” الإخبارية، إحدى قنوات مجموعة “MBC”، والتي يقع مقرها في مدينة دبي للإعلام، وتم تعيين الراشد رسميًّا في بداية 2004م، في هذا المنصب خلفًا للسوداني صالح القلاب.

ولكن في 14 سبتمبر 2010م، قدم الراشد استقالته من إدارة قناة “العربية”، بعد توقف مقاله اليومي عن الظهور في صحيفة “الشرق الأوسط”، ابتداءً من يوم الخامس من نفس الشهر، بسبب برنامج بعنوان “الإسلام والغرب”، بثته القناة، ناقش التحالف التاريخي بين مؤسس الدولة السعودية الأولى محمد بن سعود، والإمام محمد بن عبد الوهاب، مؤسس المذهب الوهابي، وفي 16 سبتمبر، أعلن الراشد إرجاء استقالته، بعد أن رفضها وليد الإبراهيم، رئيس مجموعة “MBC”، وفي 18 سبتمبر، استأنف الكتابة في “الشرق الأوسط”.

أسس الراشد شركة “ORTV” للإنتاج الإعلامي، مع زميله الإعلامي السعودي عثمان العمير، الذي غادرها لاحقًا لتصبح الشركة لمالكها الوحيد عبد الرحمن الراشد. وتُعنى بإنتاج أفلام وثائقية وتاريخية وسياسية وفنية وبيئية متنوعة، من ضمنها برنامج “العين الثالثة”، الذي يُعرض على قناة العربية.

عُرف عن عبد الرحمن الراشد انتماءه للتيار الليبرالي وانتقاده الحاد للإسلاميين، ومعاديًا للإخوان المسلمين على وجه الخصوص.

حصل الراشد على لقب الإعلامي العربي الأكثر تأثيرًا ونفوذًا في المنطقة العربية والعالم، بحسب تصنيف مجلة أرابيان بيزنيس، عام 2006م، وجاء تاسعًا ضمن قائمة أقوى 100 شخصية عربية نافذة في التصنيف العام لكل الفئات المهنية في نفس المجلة، وحافظ على اسمه في القائمة ذاتها في العامَيْن 2007م و2008م.

12. عبد الله العتيبي:

عبد الله بن بجاد العتيبي داود، من موليد العام 1971م، في قرية مصدَّة بعالية نجد وسط المملكة، بدأ حياته في صفوف الصحوة الإسلامية في المملكة، ولكنه تحول بعد ذلك إلى التيار السلفي الأوسع نطاقًا في المجتمع السعودي.

تأثر بالفكر التكفيري ورغم أنه لم يتورط بشكل مباشر بالقيام بأعمال إرهابية إلا أن صداقاته، وإنتاجه العلمي والإرشادي في وقت مبكر من عمره، لعناصر من التيار التكفيري السلفي، كانت مسئولة عن مرحلة من الهروب والتخفي والسجن في أواسط التسعينيات الماضية، قبل أن يقوم ببعض المراجعات الفكرية.

وتجربته مشابهة لتجارب عدد وافر من المثقفين السعوديين والخليجيين الذين مروا أو تأثروا خلال الثمانينيات وأوائل التسعينيات بخطاب الأحزاب والحركات الإسلامية، ولكنهم لم يلبثوا مع نهاية التسعينيات أن اختلفوا مع الأفكار المتشددة والتفاسير الدينية الأصولية التي كانت غالبة على ذهنية الحركية الإسلامية وما زالت.

كانت أولى تجارب ابن بجاد الفكرية مقالة نشرها في جريدة “الحياة” اللندنية، بعنوان “النسبية والظن في الشريعة” في عام 1999م، ويكتب لعدد من الصحف الأمريكية مثل “النيويورك تايمز”، و”الواشنطن بوست”، كما أنه وجه معروف في الكثير من الشبكات الإعلامية الغربية، مثل “CNN” الأمريكية، و”BBC” البريطانية.

13. عبد الله بن محمد الغذامي:

ولد في الخامس عشر من فبراير عام 1946م في عنيزة بالسعودية، ودرس في المعهد العلمي بعنيزة حتى المرحلة الثانوية عام 1965م، ثم حصل على ليسانس لغة عربية من كلية اللغة العربية بجامعة الرياض عام 1969م، ثم سافر في بعثة إلى بريطانيا في الفترة من العام 1971م إلى مايو عام 1978م، حيث حصل على درجة الدكتوراه من جامعة إكستر عام 1978م.

عمل عبد الله الغذامي في جامعة الملك عبد العزيز بجدة؛ حيث تولى تدريس مواد النقد والنظرية، وأسس قسم اللغة العربية، كما أسس مجلة كلية الآداب، كما ترأس قسم الإعلام ثم قسم اللغة العربية.

أشرف على صياغة عدد من المشروعات العلمية مثل مركز التعريب ومركز البحث العملي في الجامعة، وعمل أيضًا نائبًا للرئيس في النادي الأدبي الثقافي بجدة لمدة اثنتي عشرة عامًا، وأسهم في صياغة المشروع الثقافي لهذا النادي في المحاضرات والندوات والمؤتمرات ونشر الكتب والترجمة.

يكتب عبد الله الغذامى حاليًا في عدة صحف، منها صحيفة “الحياة” اللندنية وصحيفتيْ “اليوم” و”الرياض”.

حصل عبد الله الغذامي على عدة جوائز، منها: جائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج في العلوم الإنسانية، وجائزة مؤسسة العويس الثقافية في الدراسات النقدية، كما كُرم من مؤسسة الفكر العربي للإبداع النقدي بالقاهرة في أكتوبر 2002م.

له العديد من المؤلفات، منها: “الخطيئة والتكفير” و”من البنيوية إلى التشريحية” و”تشريح النص” و”مقاربات تشريحية لنصوص شعرية معاصرة” و”الموقف من الحداثة” و”الكتابة ضد الكتابة”.

يعرف الغذامي مصطلح الليبرالية بأنه يحمل بداخله العديد من المعاني التي يمكن أن يتم إقحام أية قيمة تحت غطائها، منتقدًا حالة الاستغلال الذي تمارسها الأحزاب والأطراف السياسية في العالم العربي لقيمة الليبرالية.

نفى وجود ليبرالية سعودية بالمعنى المتعارف عليه، مستندًا إلى أن منشأ الفكرة الليبرالية يقوم على مبدأين أساسيين، هما: حرية التفكير وحرية التعبير “على ألا تكون ضامناً لنفسك بهما، بل يجب أن تتجاوز ذلك لتكفلها لغيرك”، وهو ما يرى الغذامي أن الليبرالية السعودية لا توفره ولا تتمتع به؛ بل إنها تمارس دور الإقصاء لكل من يخالفها.

في المقابل، يؤكد الغذامي على أن هناك حالة من الحرب النفسية والعقلية التي يشنها الغرب، وبالأخص الولايات المتحدة على العالم العربي “حرب تشمل داخل الإهانات والكراهية التي تملأ الكتب والروايات، حتى أنها أصبحت جزءًا من التاريخ، في الوقت الذي يقوم فيه العالم العربي بدور غير فاعل في هذه الحرب”.

ينتقد الغذامي حالة الرقابة المفروضة من قبل السلطات على المجالات الإعلامية، ولم يُبدِ اتفاقًا، وفي ذات الوقت لم يبدِ أيضًا اختلافًا، مع التيار الإسلامي في المملكة، إلا أنه قد أكد على أن التيارين، الإسلامي والليبرالي، لا يمكنهما الاتفاق سويا “لأن الأفكار لا تتفق إلا في السياسة فقط، أما التيارات الفكرية فلا يمكنها الاتفاق أبدًا”.

14. عبده خال:

هو عبده محمد علي هادي خال حُمَّدي، كاتب وروائي سعودي من مواليد إحدى قرى منطقة جازان، في 3 أغسطس 1962م تسجيلاً، أي أن تاريخ ميلاده الحقيقي مختلف عن ذلك.

درس المرحلة الابتدائية في مدرسة “ابن رشد” في مدينة الرياض؛ حيث قضى فيها فترة من طفولته، وبها درس المرحلة المتوسطة في مدرسة “ابن قدامة”. عاد بعد أربعة أعوام إلى مدينة جدة وأكمل المرحلة المتوسطة في مدرسة “البحر الأحمر”. أتم المرحلة الثانوية في مدرسة “قريش”، ثم حصل على بكالوريوس في العلوم السياسية جامعة الملك عبد العزيز.

دخل إلى عالم الصحافة عام 1982م، له العديد من الاسهامات والمشاركات الثقافية، وحصل على العديد من الجوائز من الجمعيات الثقافية في المملكة.

من أبرز أعماله: مجموعة قصصيَّة بعنوان “حوار على بوابة الأرض”، وأخرى بعنوان “الأوغاد يضحكون”، وثالثة “ماذا يغني في هذا الليل”،  وله روايتان، الأولى بعنوان “فسوق”، وصدرت عام 2005م، ورواية “ترمي بشرر”، وصدرت عام 2008”.

15. عثمان العمير:

من مواليد مدينة الزلفى، عام 1950م، بدأ مشواره الصحافي مراسلاً رياضيًّا في عدد من الصحف السعودية، وأصبح مراسلاً لجريدة “الجزيرة” السعودية في لندن حتى عام 1983، ثم تولى رئاسة تحرير مجلة “المجلة” عام 1984م، وأصبح رئيس التحرير لجريدة “الشرق الأوسط”، عام 1987م، ولمدة 10 سنوات.

من أهم معالم مشواره الصحفي، الحوارات التي أجراها مع عدد من الملوك والرؤساء، خلال وجودهم في مناصبهم، ومن بينهم العاهل السعودي الراحل، الملك فهد بن عبد العزيز، والعاهل المغربي الراحل، الملك الحسن الثاني، والرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، ونظيره المصري حسني مبارك، والزعيم السوفيتي ميخائيل جورباتشوف، والرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، ورئيسة الوزراء البريطانية الراحلة، مارجريت تاتشر.

في العام 1995م، أسس شركة إعلامية بريطانية بالشراكة مع رئيس تحرير “الشرق الأوسط” في حينه، عبد الرحمن الراشد، لإنتاج برامج تلفزيونية لقنوات فضائية في الشرق الأوسط وبريطانيا والولايات المتحدة.

وفي العام 2001م، أسس موقع “إيلاف” الإلكتروني، وهي أول جريدة يومية إلكترونية، وأصبحت من أشهر المواقع على شبكة الإنترنت، كما يمتلك دار النشر “ماروك سوير” المغربية، والتي يصدر عنها صحيفتا “لوماتين”، وتصدر باللغة الفرنسية، و”الصحراء” وتصدر باللغة العربية، إضافة الى موقع “موروكو تايمز”، وصحيفة “لامانانا” الإسبانية الأسبوعية.

عام 2007م، حصل على جائزة شخصية العام الإعلامية التي تُمنح لأبرز الشخصيات الإعلامية العربية التي تركت بصمة واضحة في مجال الإعلام العربي.

16. عضوان الأحمري:

طالب دراسات عليا تخصص صحافة في واشنطن، وهو حاصل على شهادة بكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة الملك سعود بالرياض.

عمل مراسلاً ومعدًّا تلفزيونيًّا في قناة “أوربت” الفضائية من خلال برنامج “من الرياض”، وله زاوية أسبوعية بعنوان “نشرة نقدية”، في صحيفة “الوطن”.

17. علي بن سعد الموسى:

كاتب وإعلامي سعودي، من أهم رموز التيار الليبرالي في المملكة، حاصل على درجة الدكتوراه في الأسلوبية والنقد الاجتماعي للغة من جامعة أسكس البريطانية، وقبلها حصل على درجة البكالوريوس في الآداب من جامعة الملك سعود بأبها.

حاصل على ماجستير آخر في اللغويات النظرية من جامعة كلورادو، وعضو مجلس الإدارة بنادي أبها الأدبي.

شارك في العديد من المؤتمرات والندوات، وهو عضو في العديد من الجمعيات والهيئات.

يكتب في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية بصحيفة “الوطن”، بدأ عمله في الصحيفة مترجمًا ومستشارًا في القسم الثقافي، كما أنه مهتم بمشاكل الشباب السعودي وله العديد من المقالات في هذا المجال، حاصل علي بكالوريوس في الآداب من جامعة الملك سعود بأبها.

شارك في الحوار الوطني الثالث الذي كان موضوعه عن المرأة في المدينة المنورة قبل بضعة أعوام.

واللافت في أدبيات ومقالات الموسى انتقاداته المتواصلة للمجتمع السعودي بسبب خروجه على الصورة النقية للتراث الأساس والمكون الرئيس للمجتمع السعودي، وهو الفكرة السلفية، وهو أمر مستغرب من صحفي من المفترض أنه ليبرالي، أو على الأقل أنه أحد أقلام واحدة من أبرز المنابر الإعلامية الليبرالية في العالم العربي.

19. محمد الطميحي:

يعمل مذيعًا في قناة “العربية”، بدأ عمله في قناة “الحرة” مذيعًا بالراديو، بعد تجربة سابقة في الإذاعة السعودية، وإذاعتَيْ “إم. بي. سي. إف. إم”، و”بانوراما”، ثم راديو “سوا”.

درس في مجال الإعلام بجامعة الإمام في الرياض، وعمل مراسلاً إقليميًّا للمحطة في منطقة الخليج والشرق الأوسط.

بعد ذلك عمل مقدمًا لفقرة أخبار الخليج وأسواق المال والصحافة الخليجية في النشرات الصباحية للمحطة، ثم ذهب إلى “العربية”، وأصبح مذيعًا للأخبار ومقدمًا للبرامج.

20. محمد آل الشيخ:

هو محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، كاتب سعودي في صحيفة “الجزيرة”، له عدد من المواقف الجدلية من القضايا الأهم المطروحة على الساحة، مثل موقفه من الجماعات الإسلامية مقابل الغرب.

فيقول عن الإخوان المسلمين في “الجزيرة”، عدد “11020”: “وأنا ممن يؤمنون أن هذه الفرقة هي أول من أحال الإسلام من دين وعقيدة وشريعة وثقافة وقيم، إلى مجرد فرقة سياسية انتهازية، تسعى بذرائعية و”ميكافيلية” واضحة للوثوب إلى السلطة، مثلها مثل أي حزب سياسي آخر”. ويستطرد قائلاً عن الإخوان المسلمين أيضًا: “هم أول من كرَّس العنف والقتل والاغتيالات السياسية كأسلوب من أساليب العمل الإسلامي والدعوي في العصر الحديث”.

أما موقفه من الغرب، فيقول في “الجزيرة” عدد “11027”: “فنحن في حاجة إليهم حاجتنا للغذاء والكساء والدواء والسيارة والطائرة والعلوم”.

ويقول أيضا في “الجزيرة”، العدد “10866”: “والقول إن بإمكاننا أن نعيش بمعزل عن أمريكا والغرب عمومًا، في هذا العصر، وفي ظل تجربتنا التاريخية، هو ضربٌ من ضروب التخريف، أكثر بكثير من كونه تفريطًا بالمصلحة وتدميرًا للاقتصاد، وعندما “نضحي” بكل ذلك، لمجرد أن نعاقب أمريكا على موقفها مع إسرائيل، فنحن لا نعاقب أمريكا بقدر ما نعطي لإسرائيل الحبلَ على الغارب، لتنفرد بأمريكا، أما نحن فإلى نفق مظلم لا يعلم إلا الله وحده نهايته ونهايتنا”.

وحول المقاطعة الاقتصادية للغرب بسبب دعمه لإسرائيل، يقول في “الجزيرة”، العدد “10866”: “قد يتساءل البعض: ما علاقة وضعنا الاقتصادي بعلاقاتنا مع أمريكا والغرب؟.. ورغم أنه سؤال ساذج، إلا أنه مطروح بكل قوة، فذلك الشاب الصغير الذي يقاطع البضائع الأمريكية، ويكتظ حقدًا على أمريكا، ويرى أننا يجب أن نقف بكل قوانا لتحقيق الضغط على أمريكا، حتى المطالبة بقطع البترول عنها، كما نلحظ ذلك بقوة من مكالمات بعض السعوديين لبعض المحطات التلفزيونية الفضائية”.

ويضيف أنه “معنى ذلك أن هناك تيارًا كبيرًا ومنتشرًا، ما زال لا يدرك أن مثل هذه المطالبات هي ضربٌ من ضروب الدعوة إلى الانتحار الاقتصادي، وأنه كمن يطالب بأن نقذف الآخر بـ”خبزنا” الذي نعيش منه، لمجرد الانتصار لجيراننا وحمايتهم، وفي تقديري أن المسئول عن هذه الرؤية التدميرية لدى بعض مواطنينا هي شعارات الفكر القومي”.

21. محمد بن علي المحمود:

ينتمي لقبيلة تميم، ولكن القبيلة تتبرأ منه بسبب مواقفه وكتاباته، من مواليد 1971م، في مدينة البكيرية بمنطقة القصيم، درس المرحلتَيْن الابتدائية والمتوسطة في مدرسة تحفيظ القران بالبكيرية، والثانوية في المعهد العلمي بالبكيرية، قبل أن يتلقى دراسته الجامعية في كلية اللغة العربية بالقصيم ولا يزال يقيم في مدينة البكيرية، وهو ممنوع من التدريس بجامعة القصيم.

من أقواله وآرائه: “مقولة “الإسلام هو الحل” شعار خادع”، كما يقول إن حجاب المرأة “لا يلزم منه تغطية الوجه والكفين”، وكان يصف المقاومة العراقية لجيش الاحتلال الأمريكي بأنها “نوع من الانتحار”، ويرى وجوب تحديد النسل بعدد معين لكل أسرة، ومنع الطلاق إلا من خلال المحكمة، ومنع تعدُّد الزوجات إلا بإذن من الحكومة.

22. مشاري الذايدي:

صحفي وكاتب سعودي وكبير محرري السعودية والخليج في جريدة “الشرق الأوسط” اللندنية.

ومن بين آرائه اللافتة، رأيه في الموقف السعودي الداعم لأحداث 30 يونيو 2013م في مصر؛ حيث دعم موقف المملكة الرسمي من الأوضاع في مصر بشكل عام، بعد 30 يونيو، وانقلاب 3 يوليو التالي عليه.

23. ناصر صالح الصرامي:

إعلامي سعودي مستقل وكاتب صحفي، صدر له حديثًا رواية “طريق الزيت”،عن دار الجمل، الرواية تقع في 300 صفحة من القطع المتوسط وهي تحكي عن تحولات المجتمع السعودي والمجتمعات العربية بشكل عام.

يقيم حاليًا في مدينة دبي في الإمارات العربية المتحدة، وكتب في عدد من الصحف كصحيفة “الرياض”، و”الحياة” اللندنية، وغيرها، وهو حاليًا مدير الإعلام بقناة “العربية” الفضائية.

24. هاني الظاهري:

رجل أعمال ومستشار إعلامي سعودي، من موليد الستينيات، مؤسس وكالة أخبار المجتمع السعودي “وامس” (WAMS)، ويشغل فيها منصب المشرف العام ورئيس التحرير.

أسسها في البداية، في العاصمة البريطانية لندن وبترخيص بريطاني، في منتصف العام 2008م، ثم، وفي منتصف العام 2010م، تحولت الوكالة إلى شركة استحوذت على بعض أسهمها مجموعة “ميدل إيست ماركتينج”، كما استحوذ على جزء من أسهمها مركز “ميديا آند ديفالوبمنت سينتر”.

واستجابة لدعوة وزارة الثقافة والإعلام السعودية، حصلت الوكالة على ترخيص سعودي في نهاية العام 2010م، ونقلت مركزها الرئيسي إلى العاصمة السعودية؛ حيث مقر مكتبها الحالي في برج الفيصلية في الرياض، كما يعمل هاني الظاهري في صحيفة “الحياة” اللندنية، ككاتب ومستشار إعلامي.

25. نادين البدير:

من مواليد العام 1978م، وهي كاتبة صحفيَّة وإعلاميَّة سعوديَّة، ومعدة ومقدمة برامج تلفزيونيَّة، وهي الابنة الثانيَّة لنبيلة الناظر ورجل الأعمال سليمان البدير، وتقيم حاليًا في إمارة دبي في الإمارات العربيَّة المتحدة.

بدأت الكتابة في صحيفة “عكاظ” ثم انتقلت إلى مجلة “المجلة” ثم صحيفة الوطن، قبل أن تقدم برنامجًا بعنوان “مساواة” في قناة “الحرة” الأمريكية الناطقة باللغة العربيَّة، والتي ظهرت بهد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، ضمن سياسات القوة الناعمة “Soft power” الأمريكيَّة لمحاربة ما تقول إنه الإرهاب والتطرف الإسلامي عبر العالم، وتقديم واجهة جديدة للولايات المتحدة.

وتنشر البدير مقالات في مطبوعات عربيَّة أخرى عديدة، وتهتم في كتاباتها عمومًا بقضايا الليبراليَّة الاجتماعيَّة والسياسيَّة، وبطبيعة الحال؛ تقع قضايا المرأة في المجتمعات العربيَّة والتحديات التي تواجهها والتمييز الذي يقع عليها، على رأس هذه الأولويات.

في مقال له انتقدها أحد الكتاب الكويتيين واصفًا إياها بأنها “من الكاتبات المتحررات أكثر من اللازم” حسب تعبيره، كما وصفها بأنها “تسعى لأن تكون نوال السعداوي بصبغة خليجيَّة”.

وفي الإطار، فقد عُرف عن نادين البدير دعوتها لاكتفاء الرجال بزوجة واحدة، وانتقادها لإصرار المتدينين والمحافظين في العالم العربي والإسلامي على السماح بتعدد الزوجات، ومن بين ما نشرته في هذا الصدد مقال في يوميَّة “المصري اليوم” القاهريَّة بعنوان “أنا وأزواجي الأربعة” في ديسمبر 2009م، فيما وصف بمحاولة منها لإلقاء الضوء على المعاملة السيئة التي تلقاها النساء على يد بعض الأزواج في المجتمعات العربيَّة.

ثانيًا: أكاديميون:

1. حمزة المزيني:

ولد الدكتور حمزة بن قبلان المزيني في العام 1944م، وهو أستاذ لسانيات سعودي معاصر، حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة تكساس أوستن بالولايات المتحدة، وهو أستاذ في جامعة الملك سعود بالرياض.

والمزيني أيضًا ناقد معروف، ويكتب في عدد آخر من الصحف السعودية بخلاف “الوطن”، يهتم في مقالاته بنقد المناهج والتيارات التقليدية، وكذلك نقد ما يطلق عليه مصطلح “مفاهيم أسلمة المعرفة”.

وفي هذا الإطار، خاض المزيني سجالاتت عديدة دفاعًا عن أفكاره ضد منتقديه، وفي واحدة من هذه السجالات أصدر القضاء السعودي حكمًا ضد المزيني، تدخل فيه خادم الحرميْن الشريفيْن الملك عبد الله بن عبد العزيز مسقطًا الحكم، في سابقة صدر من بعدها قرار ملكي يقضي بإحالة جميع قضايا الاعتراض على مخرجات التعبير والرأي إلى لجنة في وزارة الإعلام لا إلى القضاء العام.

والدكتور “المزيني” معروف على المستوى العربي بسبب تعريبه لكتب اللغوي والمفكر الأمريكي الشهير نعوم تشومسكي.

والمزيني معروف عنه أنه شخصية مفكرة، وله نظرية خاصة في النظر إلى الماضي وتحليله، ومن أبرز معالم مشروعه الإصلاحي دعواته إلى تطوير المناهج باعتبار “أن الأمل يمكن في الجيل الجديد من الناشئة” كما يعبر دائمًا.

وللمزيني العديد من الكتب المؤلفة والمترجمة، ومن أبرز مؤلفاته “الأصل الصرفي لصيغ الفعل في اللغة العربية”، و”مراجعات لسانية” في جزأيْن، و”دراسات في تأريخ اللغة العربية”، و”العولمة والإرهاب: حرب أمريكا على العالم”.

ومن بين كتبه التي ترجمها، “اللغة ومشكلات المعرفة” و” آفاق جديدة في دراسة اللغة والعقل” و”اللغة والطبيعة”، والكتب الثلاثة لنعوم تشومسكي، كما ترجم كتاب “الغريزة اللغوية: كيف يبدع العقل اللغة” للغوي الأمريكي ستيفن بنكر، وكتاب “دلالة الشكل في العربية في مرآة اللغات الأوروبية المعاصرة” لعالم اللسانيات الأمريكي ديفيد جستس.

2. خالد الدخيل:

ولد في الرياض عام 1952م، حصل على درجتَيْ الماجستير والدكتوراه في مجال علم الاجتماع السياسي، من جامعة كاليفورنيا الأمريكية، وفي مرحلة الماجستير قدم بحثًا عن ثورة 23 يوليو 1952 المصرية، أما رسالتهس في مرحلة الدكتوراه فكانت عن الجذور الاجتماعية للحركة الوهابية في نجد، أو وسط الجزيرة العربية، وهي الحركة التي وضعت أسس قيام الدولة السعودية بمراحلها الثلاث.

عاد إلى السعودية عام 1990م، وأمضى الفترة ما بين عاميْ 1990م و1996م محاضرًا في جامعة الملك سعود بالرياض، وفي العام 1997م عاد إلى لوس أنجلوس لإنهاء رسالته لنيل درجة الدكتوراه، ثم رجع عام 1998م إلى السعودية ليعمل في جامعة الملك سعود في الرياض كأستاذ مساعد في الاجتماع السياسي.

عمل في العديد من الوظائف الأكاديمية، منها أستاذ مساعد في قسم الاجتماع السياسي بجامعة الملك سعود، وأستاذ زائر في مؤسسة كارنيجي بواشنطن وكاتب صحفي في العديد من المطبوعات العربية.

هو حاليًا كاتب عمود في كل من صحيفة “الاتحاد” التي تصدر في أبو ظبي، ومجلة “فوربس أرابيا”، كما كتب بانتظام في صحيفة “الحياة” اللندنية خلال الفترة ما بين العام 1999 والعام 2003م، إضافة لعضويته في مجلس تحرير مجلة الدراسات الفلسطينية، وتظهر مقالاته على نطاق واسع على صفحات الكثير من الصحف والمجلات العربية، علاوة على مشاركاته في العديد من المؤتمرات.

وإلى جانب عمله الأكاديمي وكتاباته الصحفية، هو ناشط في مجال الإصلاح السياسي في المملكة، وله مشاركات واسعة في الكتابة السياسية والثقافية.

يرى أن الحرية علامتها أن يكون على أسس دستورية تعمل على دعم حرية التعبير وحرية الرأي “مع العلم بأن هذا الأمر يتطلب وجود مؤسسات مجتمع مدني”.

يرى الدخيل أن الحكومة السعودية تتأثر في مسيرتها في طريق الإصلاح بالمؤثرات الخارجية مثل أحداث الحادي عشر من سبتمبر وغيرها من أحداث، في الوقت الذي يعتبر الإصلاح فيه ضرورة ملحة ويأتي في صالح الدولة أولاً “لأن هناك هامش الضيق من الإصلاح داخل الدولة السعودية”.

ويرى أن العرب مخطئون حينما يلقون بآمالهم على الولايات المتحدة، خاصة بعد حالة التفاؤل التي سادت الشارع العربي عقب فوز الرئيس الأمريكي باراك أوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكية الماضية، في ظل نهجه الجديد في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط “لأن الدور الأمريكي لم ولن يلعب يومًا للعرب أدوارهم في حلحلة أزماتهم والتي تأتي على رأسها القضية الفلسطينية”.

فسر حالة الصراع التي خلقتها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وهو الصراع الذي كان طرفي نزاعه التيار الليبرالي من ناحية والتيار الديني من ناحية أخرى، حول قضية الاختلاط بين الجنسين في الجامعة كأول جامعة سعودية تسمح بذلك، بأن هذا الصراع “يرجع إلى ما يعيشه المجتمع السعودي من تشدد ديني، مما أنتج حالة من المغالاة في المواقف والآراء، بعد أن سمح المجتمع لهذا التيار الديني المتشدد من التحكم في المجتمع”.

وفي الإطار، يرى أن “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” “تفكر وتتصرف بشكل أحادي، أي أنها تعمل بما تعتقده وفقط؛ بل وتفرض أرائها على الآخرين أيضًا”.

يرى في مطلب المرأة للقيادة للسيارة أنه مطلب مشروع “لأن هذا المطلب هو حق طبيعي للمرأة، نظرًا لما يحدث داخل المجتمع السعودي من تغيرات”.

3. محمد بن علي المحمود:

من مواليد 1971 في مدينة البكيرية بمنطقة القصيم، درس الابتدائية والمتوسطة في مدرسة تحفيظ القران بالبكيرية، والثانوية في المعهد العلمي بالبكيرية، ثم التحق بالجامعة في كلية اللغة العربية بالقصيم فرع جامعة الإمام سابقا، ولا يزال يقيم في مدينة البكيرية، تخصص في الأدب العربي، كما أعد رسالة الماجستير في الأدب العربي.

تم تعيينه معيدًا في قسم الأدب العربي بجامعة القصيم، فهو أكاديمي في جامعة القصيم كلية اللغة العربية، وله العديد من الأطروحات، وله أيضًا العديد من الكتابات في شبكة “راصد” الإخبارية ومجلة “الحجاز” السعودية وشبكة “عراق المستقبل” وصحيفة “الوكاد” السعودية.

يرى أن الليبرالية تُطبق حينما تتحقق مبادئ المواطنة داخل المجتمعات، وحرية الأفراد إلى جانب تمتعهم بالتساوي الكامل داخل المجتمع، بالإضافة إلى محو جميع الفوارق والطبقات التي يمكن أن تفرق فيما بين الأفراد وبعضهم البعض، ومثل على تلك الفوارق بالدين او المذهب.

ويرى أن أنظمة الحكم الديكتاتورية في العالم العربي “بررتها تلك الثقافات المتوارثة ولا تزال تبررها، وتلك السلبية “الديكتاتورية” هي ما دفعت الجميع إلى التبرؤ منها بوعي أو بدون وعي حتى معتنقوها يتبرؤون منها”.

يرحب بفكرة التبعية للغرب “لأن فترة العشر سنوات المنصرمة لم تكن إلا دليل وبرهان على فشل جميع الأيديولوجيات المعادية للغرب، وأن العالم أجمع قد أيقن تلك الحقيقة الواقعة، إلا أن العالميْن العربي والإسلامي قد أبقيا على تخلفهما بعدم اتباع خطوات الغرب”.

في رؤيته للتيارات الإسلامية، يرى أن الدين الإسلامي “قد أصبح بضاعة رائجة، فالكل أصبح يتربح على حساب الإسلام، وهو الأمر الذي أدى إلى الخروج بالدين الإسلامي عن نطاقه الفعلي، وهو التحرر من جميع القيود والخروج عن الماديات، وقيودها والسعي نحو ما هو أسمى من ذلك”.

يرى أن ثقافة التحريم التي يعيش عليها المجتمع السعودي، قد خلقت حالة من التقليدية داخل المجتمع “حيث مازالت توجد  قوى التخلف تلك يقصد بها المتشددين لا تزال تقود المجتمع، في الوقت الذي تأخذ فيه الرجعية والتشدد والتزمت، شكلاً متناميا ومتزايدًا في خطاب هؤلاء”.

أكد على وجود حالة من الارتباك؛ بل والاضطراب أيضًا داخل معاقل أو ما أسماها ب”حضانات الفكر المتطرف التقليدي داخل المجتمع السعودي”، “وهو الأمر الذي نتج عن حالة الرفض التي شنها التيار المثقف على التأويل الذي يقوده هؤلاء لمفاهيم الفكر والدين الإسلامي”.

4. يوسف أبا الخيل:

من مواليد مدينة بريدة عام 1962م، ثقافته الشرعية مكتسبة من دراسته الدينية في الفترات الأولى من حياته.

كان لاقترابه من عوالم إبراهيم البليهي وحسن المالكي فرصة في إثارة الكثير من الأسئلة عنده، ووجد عند ابن خلدون ما جعله يعيد ترتيب أوراقه ورؤاه من جديد، وهو متخصص في العلوم المالية والفلسفة بمدارسها المختلفة.

يرى أن الفكر الإصلاحي تتلقفه طائفتين داخل العالم العربي، الأولى ترى أن الإصلاح هو الدواء لكافة الأزمات والمشكلات المتواجدة بالعالم العربي، أما الفريق الأخر فإنه يرى أن الإصلاح هو النقيض للفساد.

طالب من خلال كتاباته باستقلالية المؤسسات السيادية، مثل وزارة المالية وديوان المراقبة العامة، كطريقة لإصلاح الأنظمة العاملة في المملكة في الأمور الهامة.

أكد أن قضية التنمية المستدامة “مطلب لا جدال في أهميته من أجل المستقبل، من أجل تلبية احتياجات الأجيال الحالية دون المساومة على قدرة الأجيال المقبلة على الحياة والبقاء، لأن الوصول إلى حالة التنمية المستدامة تلك تتطلب إعمال رؤىً عميقة ذات أبعاد شمولية تأخذ في اعتبارها توطين استراتيجيات أساسية وأخرى بديلة تأخذ باعتبارها الحفاظ على الموارد من مغبة سوء استغلالها.

دافع عن الليبرالية الغربية حينما وجه الدكتور عبد الله الغذامي نقدًا شديد اللهجة لما أسماها الغذامي ب”الليبرالية الموشومة”؛ حيث رأى الغذامي أنها سقطت في مهدها الغربي ابتداءً قبل أن تموت في العوالم الأخرى “بما فيها مجتمعنا”.

انتقد ما وصفه بـ”التشدد الديني” داخل المجتمع السعودي، وانتقد كذلك تباين وجهات نظر وتأويلات الأطياف الدينية المختلفة للنصوص الشرعية على اعتبار أن حالات الاختلاف في التفسير بين كل فريق وآخر للنصوص الشرعية “ينتج عنه حالات الاختلاف بين كل فرقة وأخرى”.

أكد أن مسألة السماح لقيادة المرأة السعودية، لا يمكن حسمها عند الطرف الديني والشرعي فقط “بل للمسألة العديد والعديد من الأطراف، فهي مرتبطة بمدي القبول التي يحظى بها الأمر لدى المجتمع السعودي، وهل بالفعل المجتمع السعودي متأهب لمثل هذه المسألة”.

ثالثًا: سياسيون:

1. الأمير تركي الفيصل:

هو الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز آل سعود، من مواليد مكة المكرمة، في فبراير من العام 1945م، تلقى تعليمه الأولي والمتوسط في المدرسة النموذجية في الطائف، ثم تخرج في مدرسة لورنسفيل بولاية نيوجرسي الأمريكية عام 1963م، ثم تابع دراسته في جامعتَيْ برنستون وجورجتاون في العاصمة الأمريكية واشنطن، وتخرج منها حاصلاً على درجة البكالوريوس في الآداب في العام 1968م.

تقلد منصب مستشار في الديوان الملكي عام 1973م، ثم منصب رئيس الاستخبارات العامة في الفترة من العام 1977م حتى العام 2001م، وفي أكتوبر 2002م، عينه الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، سفيرًا لدى المملكة المتحدة وجمهورية إيرلندا، وفي العام 2005م، عينه سفيرًا لدى الولايات المتحدة.

في الفترة من العام 2003م، وحتى العام 2006م، شغل منصب رئيس مشارك لمجموعة الحكماء المائة التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، وهو عضو في مجلس أمناء مركز أكسفورد الإسلامي في أكسفورد في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى عضويته في مجلس أمناء مركز الدراسات العربية المعاصرة في جامعة جورجتاون في واشنطن.

والأمير تركي الفيصل، أحد مؤسسي مؤسسة الملك فيصل الخيرية، وعضو مجلس أمنائها، ويشغل حاليًا رئاسة مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.

2. الدكتور سعيد الطيب:

هو محمد سعيد طيب، ولد عام 1939م، وهو من مواليد مكة المكرمة، ناشر ومحام وناشط سياسي معروف، شغل منصب العضو المنتدب لشركة تهامة للإعلان والنشر- وهي واحدة من كبريات شركات الإعلام العربي- لربع قرن، نشر من خلالها أغلب الإنتاج الأدبي الرائد في الحجاز والسعودية، لحمزة شحاتة ومحمد علي مغربي وطاهر زمخشري ومحمد حسين زيدان وأحمد السباعي ومحمد حسن عواد وأمين مدني وأحمد قنديل وحمزة بوقري وغيرهم.

وللطيب صالون ثقافي شهير في مدينة جدة باسم “الثلوثية”، كما كان في خمسينيات القرن العشرين من المتحمسين لمشروعات الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في المنطقة، الأمر الذي سبب له المتاعب في عهد العاهل الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود؛ حيث دخل السجن عدة مرات بسبب آرائه وكتاباته، كما تعرض تنظيمه للطلاب الأحرار في الستينيات إلى التنكيل، وسُجِن مؤسسيْه؛ محمد سعيد طيب وعصام قدسي.

ويُعد محمد سعيد طيب بمثابة الأب الروحي لليبرالية في السعودية، وهو من أوائل من طالبوا بالإصلاح السياسي على أسس مدنية في المملكة، ساهم في كتابة العريضة المدنية الأولى المقدمة إلى خادم الحرميْن الراحل الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود في العام 1992م، مشاركة مع محمد عبده يماني وعبد الله مناع، والتي على أثرها أصدر الملك فهد قراراته التاريخية بتشكيل مجلس الشورى، وإصدار نظام حكم، ونظام مناطق إدارية.

كان محمد سعيد طيب من أوائل من طالبوا بالحوار الوطني، في كتاب له وضعه تحت اسم مستعار، وكان اسم الكتاب “مثقفون.. وأمير”، وكان من القيادات التي بلورت عرائض الإصلاح المقدمة إلى خادم الحرمين الشريفيْن الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في العام 2003م، ومن ثَم سلسلة عريضة الرؤية الشهيرة المطالبة بالملكية الدستورية، والتي على إثرها تعرض هو و11 من قيادات تيار الإصلاح في المملكة إلى الاعتقال؛ حيث حُكِم في هذه القضية على ثلاثة من القيادات فيما بعد، وهم: متروك الفالح وعلي الدميني وعبد الله الحامد، بالسجن لفترات متفاوتة من سبع إلى تسع سنوات، وصدر عفو ملكي خاص بهم فيما بعد.

يرى الطيب أن الليبرالية، هي التحرر من قيود تعيق تقدم الإنسان وليست تحررًا من القيم والمثل العليا.

أظهر الطيب موقفًا ايجابيا تجاه الخطوات الإصلاحية التي يقوم بها الملك عبد الله، ويرى أن نية الملك عبد الله بن عبد العزيز تجاه الإصلاح تنبع من رغبة أصيلة في الإصلاح السياسي؛ بل والشامل أيضا لكافة مناحي الحياة.

على مستوى العلاقات مع الغرب، يرى الطيب أن الدعوات التي تؤكد على أن تدخل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يمكن أن يكون له دور إيجابي لو مارسوا الضغط باتجاه الإصلاح داخل المجتمع السعودي، غير جيدة “لأن الولايات المتحدة الأمريكية دائمًا ما تلعب الدور اللا ايجابي داخل الشارع العربي أجمع”.

الطيب ذو موقف إيجابي من التيارات الإسلامية المتواجدة داخل المملكة، فهو يؤكد على أنه لا يعادي أي تيار يتلاقى وأفكاره؛ ولكنه ضد “كل من يدعي أو يتسلق أو ينتهز فرصة ما بوازع الدين”، وعلى الجانب الآخر يرى أن الشيعة في المملكة ليسوا طائفة “بل هم جزء لا يتجزأ من نسيج هذا الوطن، ومن يدعو للعنصرية ليس السياسي؛ فصاحب القرار معترف بما نعترف به”.

يرى الطيب أن هناك تأثيرًا بالقطع ستصل أصداؤه للمجتمع السعودي عقب أحداث الثورة المصرية “حيث لا يوجد هناك كيان بمنأى عن تلك المستجدات، بطبيعة التجاور الجغرافي أولاً ثم التفاعل الإقليمي والقومي”.

3. فهد العرابي الحارثي:

فهد العرابي الحارثي، هو كاتب وصحفي سعودي، يشغل حاليًا منصب رئيس مركز “أسبار” للدراسات والبحوث والإعلام بالمملكة، وهو حاصل علي درجة البكالوريوس في اللغة العربيَّة وآدابها بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى من كليَّة الشريعة والدراسات الإسلاميَّة بجامعة أم القرى في تخصص الآداب والعلوم إنسانيَّة، وذلك في العام 1969م.  كما حصل علي شهادة الدكتوراة من كلية الآداب في جامعة “باريس 1″، السوربون، بفرنسا في نفس التخصص.

شغل الحارثي العديد من المناصب الإعلاميَّة والسياسيَّة قبل أن يتولى رئاسة مركز “أسبار”، وهو أحد مؤسسي المركز منذ العام  1994م؛ حيث شغل منصب رئيس تحرير مجلة “اليمامة” خلال الفترة من العام 1980 وحتى العام 1992م، وكان عضو مجلس إدارة مؤسسة “اليمامة” الصحفيَّة حتى ذلك الحين.

وفي العام 1993م، كان عضوًا في مجلس الشورى السعودي في دورته الأولى، وأعيد تعيينه لمرة ثانية في دورتيه الثانية والثالثة، 1997م، و2001م.

وخلال عضويته في مجلس الشورى، شغل مناصب عدة من بينها رئيس لجنة الشئون التعليميَّة والثقافيَّة والإعلاميَّة بمجلس الشورى بين عامي 1994م و1995م، ومن قبل نائبًا لرئيس لجنة الشؤون الثقافيَّة والإعلاميَّة بالمجلس في الفترة بين عامي 1993م و1994م، وتولى رئاسة اللجنة في العام 1999م.

كان أول رئيس لمجلس إدارة صحيفة “الوطن”، منذ  مارس من العام 1998م وحتى عام 2002م، وفي العام 2002م أعيد انتخابه للمرة الثانية رئيسًا لمجلس إدارة الصحيفة، كما عُيِّن مديرًا عامًّا مكلفًا لصحيفة “الوطن” إلى جانب عمله رئيساً لمجلس الإدارة وذلك خلال الفترة من الثلاثين من نوفمبر 2000م وحتى الثامن من مايو من العام 2002م.

له عدد من المؤلفات، ومنها كتاب “وقت للعار!”، وصدر الرياض في العام 1990م، وكتاب “قال إبن عباس.. حدثتنا عائشة”، وكتاب “فصول في تآخي “الأدبي” و”الشرعي” في الثقافة العربيَّة”، وكتاب “أمريكا التي تعلمنا الديمقراطيَّة والعدل”، وفيه وجه انتقادات كبيرة للمشروع الأمريكي في المنطقة العربيَّة والإسلاميَّة، وكتاب “المعرفة قوة.. والحرية أيضًا!”، وهذان الأخيران صدرا في بيروت في العام 2010م.

كما شارك في تأليف بعض الكتب، ومن بينها كتاب: “اتجاهات الكتاب السعوديين والمطبوعات السعودية نحو الحرب على العراق” 2003م”.

ومجال اهتمام الحارثي الأساسي هو قضية “تحرير المعرفة”؛ حيث ناقش العديد من القضايا المرتبطة بأزمة الثقافة العربيَّة، وكذلك كيفية تطوير الأنساق المفاهيميَّة والمعرفيَّة للإنسان في عالمنا العربي، كما يدافع كثيرًا عن قيم الحريَّة والديمقراطيَّة السياسيَّة والمجتمعيَّة، ويُعتَبر هو الأكثر رشادة من بين الأقلام السعوديَّة الليبراليَّة في التعاطي مع القديم والتراث والعادات والتقاليد.

ويُعتبر كتابه الأخير “المعرفة قوة.. والحرية أيضًا!”، أحد أبرز كتاباته التي تلخص مشروعه الفكري وأطروحاته بالنسبة للحالة السياسيَّة والعامة في العالم العربي، وفيه لم يكتفِ الحارثي بتشخيص الحالة العربيَّة وما تعانيه من أمراض جسديَّة ونفسيَّة؛ ولكنه قدم أيضًا بعض الحلول لهذه الحالة.

وأشار الحارثي فيه إلى أن الحريَّة تُستخدم بأسلوب خاطئ في العالم العربي وتشوه المصطلحات والمفاهيم المستخدمة في الغرب، وأن التنوعات الطائفية والمذهبية تحولت إلى كارثة، والديموقراطية إلى عبء، وفيه رأى أن العلاقة بين العرب والمستقبل “علاقة ملتبسة وغامضة”.

رابعًا: مصادر إعلامية (صحف وقنوات فضائية):

1. قناة العربية:

قناة إخبارية فضائية عربية تبث من المدينة الإعلامية في دبي، بالإمارات العربية المتحدة، بدأت البث في 20 فبراير 2003م، وكان البث مستمرًا لمدة 12 ساعة ثم ازداد إلى 24 ساعة في 2 مارس من العام نفسه.

هي إحدى قنوات مجموعة تليفزيون الشرق الأوسط “MBC”، التي بدأت عملها في العام 1991م، وتضم حاليًا مجموعة من القنوات العامة والمتخصصة، بالإضافة إلى محطتَيْن إذاعيتَيْن.

بدا اسم العربية في السطوع في سماء المنافسة العربية الإخبارية، خلال أحداث الغزو الأمريكي للعراق، وكانت القناة هي الأولى في إذاعة خبر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وأظهرت صور حصرية خاصة بها لموقع الانفجار الذي أودى بالحريري، سيارة المشتبه به.

تقدم القناة وجهة النظر السعودية الرسمية تقريبًا في الأحداث والتطورات، وظهرت نتيجة للحاجة لإطار منافس للرد على شبكة “الجزيرة” الإخبارية التي تبث من قطر.

للقناة موقع على شبكة الإنترنت، يستهدف كل من يتحدث اللغة العربية في أنحاء العالم، سواء كانوا في الدول العربية، أو كانوا عربًا في المهجر، ويقدم خدمة “آخر الأخبار” التي تمكن المتصفِّح من متابعة أخبار العالم وكل إضافات الموقع أولاً بأول بطريقة سهلة وعملية.

ترجع ملكية القناة للشيخ وليد الإبراهيم، صاحب مجموعة قنوات “MBC”، وهو من رواد الإعلام العربي الفضائي، ومن أقدم العاملين في المجال التلفزيوني، فهو أسس شركة “آرا” للإنتاج التلفزيوني في مطلع الثمانينيات الماضية، وهو أول من بدأ عهد الإعلام التلفزيوني الفضائي في العالم العربي بإطلاق محطة مركز تلفزيون الشرق الأوسط “MBC” من لندن، بمشاركة الشيخ صالح كامل، قبل أن يتملكها بالكامل، بعد استقلال الشيخ صالح كامل بمجموعة قنوات “ART”، ثم انتقلت المجموعة إلى مقرها الحالي في دبي، ويبلغ عدد موظفيها 1200 شخص معظمهم يعمل في دبي.

وتُعد القناة أكثر محطات المجموعة كُلفة، وتقدر نفقاتها بأكثر من 70 مليون دولار سنويًّا، في حين لا يشكل دخل القناة من الإعلان إلا جزءًا صغيرًا من النفقات التي تصرف عليها، كما أن معظم برامج القناة ترعاها شركات خليجية وعراقية.

2. صحيفة “الشرق الأوسط”:

تأسست عام 1977م، في العاصمة البريطانية لندن، وصدر العدد الأول منها في 4 يوليو 1978م، ولها نسخ ورقية وإلكترونية، ويتنوع محتوى الصحيفة؛ حيث يغطي الأخبار السياسية الإقليمية، والقضايا الاجتماعية، والأخبار الاقتصادية، والتجارية، إضافة إلى الأخبار الرياضية والترفيهية إضافة إلى 21 ملحقًا متخصِّصًا.

أسسها الأخوان هشام ومحمد علي حافظ، وأصدراها عن شركة نشر مملوكة للمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، وتنقل بالأقمار الصناعية إلى كل من الظهران، والرياض، وجدة، والكويت، والدار البيضاء، والقاهرة، وبيروت، ودبي، وفرانكفورت، ومارسيليا، ومدريد، ونيويورك.

تأخذ الجريدة موقفًا متحيزًا بخصوص قضية الصراع العربي الإسرائيلي بالمقارنة بالصحف السعودية الأخرى، مع ترويجها للموقف الرسمي السعودي من القضايا المختلفة، مثلها في ذلك مثل قناة “العربية”.

عمل بها وتوالى على رئاسة تحريرها عدد من المنتمين إلى تيار الصهاينة العرب، كما يبرز المحتوى المقدم في التبويبات الثلاثة السابقة، وعلى رأسهم طارق الحميد، عبد الرحمن الراشد، وعثمان العمير، ويرأس تحريرها حاليًا سلمان الدوسري، الذي يشغل أيضًا منصب رئيس تحرير صحيفة “الاقتصادية”، وصدر قرار بتعيينه في منصبه هذا في مطلع يوليو 2014م.

3. قناة “إم. بي. سي”:

بدأ بث قناة “MBC” في 18 سبتمبر 1991م، وتقدم القناة مضامين متنوعة في العديد من القوالب التلفزيونية والأشكال البرامجية، أفلام، مسلسلات، برامج، إعلانات، وتسعى القناة نحو مخاطبة الجمهور العام ليشمل الأطفال والشباب والمرأة، ومن مختلف الثقافات، من خلال سلسلة قنوات بلغات متعددة، من بينها الإنجليزية والفارسية.

في العام 2003م، طورت القناة أنظمة البث المباشر من خلال تقنيات “إنمارسات”، لتدعم قناة “العربية”، وأصبح بإمكان مراسلي “العربية” و”MBC”، إرسال تقاريرهم من خلال نظام “GAN” في المناطق النائية والصراعات؛ حيث لا تتوافر الإمكانيات العادية؛ حيث يوفر النظام خدمة البث الحي المباشر عبر الأقمار الصناعية.

انضمت قناة “MBC” إلى باقة “أرابيست”، وأصبح في استطاعة المشاهد العربي في بريطانيا المشترك في الباقة رؤية برامج “MBC” المتنوعة مجانًا، ولكن باقة قنوات “MBC”، مشفَّرة في أوروبا.

يمتلك الشيخ وليد الإبراهيم مجموعة “MBC”، كما سبق القول، ومن بين أهم الشخصيات في إدارة القناة، علي الحديثي،  مدير قناة “MBC1” والمشرف العام علي مجموعة “MBC”، وهو مدير شركة “آرا” للإنتاج الفني منذ العام 1985م، وفي مطلع التسعينيات الماضية، أصبح مسئولاً عن قناة “MBC”، ثم عمل كمدير عام لمجموعة “MBC”، ثم تولي منصب المشرف العام علي المجموعة.

4. قناة “روتانا خليجية”:

انطلقت قناة روتانا “خليجية” يوم 5 مايو من العام 2005م، بعد أن أنشأت مؤسسة “روتانا” عددًا من القنوات التلفزيونية المتخصصة، مثل “روتانا موسيقى”، “روتانا كليب”، “روتانا طرب” و”روتانا سينما”.

وبالرغم من أنها قناة مخصصة للفن والتراث الخليجيَّيْن؛ إلا أن بها العديد من البرامج التي تصب في إطار الرسالة التغريبية التي تدعم النظرة الأمريكية للشرق الأوسط وقضاياه، مثل برنامج “اتجاهات” للإعلامية نادين البدير.

وتعود ملكية قنوات “روتانا” بشكل عام إلى الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، والتي من ضمنها قناة “روتانا خليجية”، ومن بين أهم الشخصيات التي ترسم سياساتها، الرئيس التنفيذي في شركة “روتانا”، وليد بن عرب هاشم، وسالم الهندي، مدير عام “روتانا”، ومدير قناة “روتانا خليجية”.

5. صحيفة “الوطن”:

“الوطن” صحيفة سعودية ذات توجه ليبرالي تصدر عن مؤسسة عسير للصحافة والنشر في منطقة عسير في السعودية بمدينة أبها، جنوب المملكة على ساحل البحر الأحمر.

في الثامن من مايو 1998م، قام الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، والذي كان وليًّا للعهد في ذلك الحين، بوضع حجر الأساس للمقر الرئيسي للصحيفة بمدينة أبها، أثناء زيارته لمنطقة عسير، على مساحة بلغت 40 ألف متر مربع.

وقُدم المبني منحة من صاحب السمو الملكي ولي العهد الراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء آنذاك، وبعد عامين ونصف، وتحديدًا في 19 سبتمبر 2000م، رعى الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة عسير في حينه، الحفل الذي أقامته مؤسسة عسير بمناسبة صدور العدد الأول من صحيفة “الوطن”.

وللصحيفة مجلس إدارة يرأسه الأمير بندر بن خالد الفيصل، ويضم في عضويته كلاً من: لؤي بن عبد الله مطبقاني، المدير العام، والدكتور عثمان محمود الصيني، وهاني بن فؤاد أبو غزالة، وبندر إبراهيم الخريف وعبد الله يحيى المعلمي، ومنصور علي بن كدسة، وعبد العزيز بن صالح العنبر، وقينان عبد الله الغامدي وسعد محمد بن لادن، ومحمد سليمان أبي نما.

عملت الصحيفة قبيل انطلاقتها على تدريب رئيس التحرير ونوابه ومديري التحرير ورؤساء الأقسام في مراكز تدريب في الولايات المتحدة وبريطانيا، إلى جانب عددٍ من الدورات في بريطانيا وألمانيا للمخرجين ومنفذي الصفحات في الجريدة.

وبدأت الصحيفة النشر في عام 2000م، وتم تكليف سليمان العقيلي رئيسًا مكلفًا للتحرير بعد إقالة جمال أحمد خاشقجي، وسبق أن ترأسها قينان الغامدي، الذي يعتبر أول رئيس تحرير للصحيفة، وشغل هذا المنصب لمدة أربعة أعوام سنتين فبل الصدور وسنتين بعده.

والجريدة لديها عقيدة سياسية وفكرية مختلفة إلى حد ما عن بقية الصحف في المملكة، ولكن بعد استقالة جمال خاشقجي من رئاسة تحريرها، بات ما يُنشر فيها يتقارب في رؤاه، فيما يتعلق بالإصلاح الاجتماعي أو الثقافي أو الفكري في المملكة، مع ذات الخطاب الذي يُنشر في بقية الصحف السعودية.

وتعتمد الصحيفة سياسة تحرير تقوم على أساس فكرة أنه في العصر الذي أصبح الناس فيه يمتلكون مصادر أخرى لاستقاء المعلومة غير الصحافة الورقية؛ فإن التركيز ينبغي أن يكون على جانب الأفكار والرأي، والمقصود ليست مقالات الرأي فقط؛ بل المقصود هو كل ما يحمل رأيًا أو رؤية.

وعندما تم الأخذ بهذا التوجه في “الوطن”؛ ظهر حجم الرأي في مقدمة ما هو واضح في وجه الصحيفة، بالتالي أصبح الأبرز وسط كل الأشكال والقوالب الإعلامية الأخرى من خبر وتحليل وتحقيق وغيره؛ حيث أصبح الرأي هو الواجهة، بينما الرأي في الصحف الأخرى كان ضمن مجموعة أخرى من المنتجات الصحفية، وهو ما حتم وضوح الخطاب الإصلاحي أو التغييري في لغة الجريدة وتوجهها العام، باعتبار أن مقالات الرأي .

– مشكلات “الوطن” مع الحكومة السعودية:

بدأت صحيفة “الوطن” صدامها مبكرًا مع الإطار الرسمي في المملكة، وذلك منذ تولي قينان الغامدي رئاسة أول مجلس تحرير للصحيفة، وعلى الرغم من تأكيدات الغامدي مع توليه المسئولية بأنه الصحيفة سوف تكون الأكثر مهنية في المملكة وعربيا؛ إلا أن في أثناء رئاسة قينان الغامدي لتحرير الجريدة أُوقفت أكبر نسبة من الكتاب عن الكتابة من السعوديين وغير السعوديين.

ومنذ الشهر الثاني والثالث بدأت الصحيفة في إعادة النظر في سياستها المالية، ومِن ثَمَّ؛ خضعت الرواتب في الجريدة لعملية ترشيد كبيرة في هذا الجانب، وصلت إلى تأخر رواتب الموظفين لفترات وصلت إلى أشهر.

ولم يدم الأمر على هذا الحال طويلاً، فقد أُعفى الغامدي من منصبه، ولم يكن خروجه من الجريدة بمحض إرادته، وإنما، وحسب ما أشارت منظمة الصحافة العربية بلندن؛ فإن قينان الغامدي أُعفي بسبب غضب السلطات السعودية عليه، إضافة إلى ما أشار إليه بعض المتابعين من أن إقالة الغامدي جاءت نتيجة عكسية لتوجيه نقدًا إلى أداء بعض الأجهزة الحكومية خلال أحد مواسم الحج.

ونتيجة للصدامات المستمرة من قبل رؤساء تحرير الصحيفة ممن تعاقبوا على رئاسة التحرير فيها، وخلال سنتين ونصف من عمر الصحيفة تولى رئاسة التحرير فيها ثلاثة أشخاص حيث كُلف الدكتور فهد الحارثي بمهام إدارة التحرير عقب إقالة قينان الغامدي، ثم عُين جمال خاشقجي رئيسًا للتحرير، لكنه أستقال هو الآخر من منصبه، ولم تتوقف موجة التغيير على مستوى رئاسة تحرير الصحيفة؛ حيث تعاقب عليها تسعة رؤساء تحرير خلال بضعة سنوات.

ومن بين أبرز موجات الصدام التي وقعت بين الصحيفة والقائمين عليها من جهة، وبين الدولة السعودية من جهة أخرى، تلك التي وقعت في عهديْ جمال خاشقجي في رئاسة تحرير “الوطن”.

ففي المرة الأولى في وجوده في منصب رئيس تحرير الجريدة، في العام 2003م، لم يبق في منصبه طويلاً؛ حيث أُقيل إثر حملة شنتها صحيفة الوطن على علماء دين ودعاة بارزين، وشملت الحملة، التي جاءت في صورة مواد رأي، كما هي عادة الصحيفة، التعليم الديني والمؤسسات الدينية والتيار الديني عمومًا في المملكة، وذلك على خلفية التفجيرات التي شهدتها الرياض في مايو من العام 2003م.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في حينه، أن وراء إقالة خاشقجي المرة الأولى عريضة قدمها سبعة من العلماء إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، الذي كان وليًّا للعهد في حينه، انتقدوا فيها تغطية صحيفة “الوطن” لتفجيرات الرياض، ونقدها وهجومها الشديدَيْن على الفكر السلفي باعتباره يشجع على أعمال العنف والتفجيرات.

وكان معرض الاحتجاج الأول لهؤلاء العلماء مقال لخاشقجي نفسه جاء فيه “بيننا فكر ظلامي يرفض العصرنة والمساواة والتسامح والانفتاح على العالم من أجل حياة أفضل بروح إسلامية أصيلة، ومن يحملون هذا الفكر ليسوا مجرد شباب مغرر بهم يحملون السلاح ويخرجون على الدولة؛ وإنما طابور واسع نما في غفلة من الزمن، واستغل تسامح ولي الأمر تندرج عندهم صور التكفير والعصيان ولكن يجمعهم هدف واحد ليس فيه خير لبلدنا”.

وفي مقال أخر بعنوان “السياق الفكري والتحريضي الذي سبق أحداث الرياض“، قال خاشقجي: “لابد أن نعترف بأن هناك بوادر كانت تغذي هذا التيار زمنًا طويلاً، وأن جهات كانت لها خطابان؛ أحدهما متطرف صريح يشجع هذا التيار في السر، والآخر خطاب موارب توفيقي يحتمل أكثر من معني وتفسير في العلن، ثم كشف عن وجهه صراحة بعد الأحداث الأخيرة في الرياض”.

وعقب إقالة جمال خاشقجي من منصبه عام 2003م، تولي طارق إبراهيم رئاسة التحرير بالوكالة لكن ما لبث أن جرى تثبيته لاحقًا كرئيس تحرير أصيل للصحيفة، ولكنه لم يستمر إلا أشهر قليلة ولم يتجاوز العام، ثم استقال في مارس من العام 2005م من منصبه هذا، وأشار إلى أن أسباب استقالته ترجع إلى الاختلاف في وجهات النظر بينه وبين القيادات في المؤسسة ذاتها.

ولكن ثمة ملاحظة في هذا الإطار، وهو أن استقالة طارق إبراهيم جاءت على خلفية حكم قضائي بتغريمه والكاتب حمزة قبلان المزيني عن المقال الذي نشره المزيني في ذلك الوقت، واعتُبِر أن فيه تطاولاً على شخص الدكتور عبد الله بن صالح البراك.

وإثر استقالة طارق إبراهيم من رئاسة تحرير الصحيفة، عُين عثمان الصيني بالتكليف، لكنه لم يلبث أن أُقيل هو الآخر في شهر أبريل من عام 2007م، وذلك على خلفية بعض الأخبار والتقارير التي نشرتها صحيفة “الوطن” في حينه، ووصفت بأنها “جريئة”، وأنها جاءت بتوجيهات غير رسمية.

الجولة الثانية من الصدام التي دخلها خاشقجي مع الدولة السعودية كانت في فترة توليه الثانية لرئاسة تحرير الصحيفة، والتي استغرقت ثلاث سنوات، من أبريل 2007م، وحتى مايو 2010م، عندما صدر أقيل من منصبه بسبب، أو على خلفية مقال للكاتب إبراهيم طالع الألمعي، يوم 13 مايو 2010م، بعنوان “سلفي في مقام سيدي عبد الرحمن” وصف فيه “السلفية” بـ”الجرداء مُسطحة الفكر، لا تملك التوغل في الفكر، ولا اتساع التمذهُب”.

ويرى مراقبون، أن خاشقجي أُقيل من منصبه هذه المرة بسبب مقال كتبه غيره، رغم أن خاشقجي نفسه كان كتب مقالاً قبل أشهر من إقالته هاجم فيه الشيخ سعد بن ناصر الشثري عضو هيئة كبار العلماء السابق، بسبب آرائه حول الاختلاط في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وقد أقيل الشيخ الشثري بعد ضجة إعلامية واسعة قادها خاشقجي وآخرون من نفس توجهه.

بعد خاشقجي، تم تكليف الكاتب سليمان العقيلي، وهو حاصل على بكالوريوس في الإعلام قسم صحافة من جامعة الملك سعود بالرياض، برئاسة تحرير صحيفة “الوطن”، وقاد العقيلي عقب تسلمه مهام منصبه حملة تغييرات واسعة في الصحيفة، ولكنه لم يستمر في منصبه هذا لأكثر من خمسة أشهر؛ حيث تم تعيين الكاتب المعروف جاسر الجاسر، رسميا رئيسًا مكلفًا لتحرير الصحيفة.

ثم، وفي مطلع سبتمبر 2011م، تم تعيين طلال آل الشيخ رئيسًا تاسعًا لتحرير الصحيفة بدلاً من الجاسر، ولم يزل يتولى هذا المنصب حتى الآن.

خامسا: شبكات قنوات مدفوعة:

1. شبكة المجد الفضائية:

هي شبكة قنوات فضائية سعودية متنوعة، ذات ضوابط شرعية إسلامية سنية، بدأت بثها يوم 6 نوفمبر 2002م، وهي ثالث مشغل للتلفزيون المدفوع في العالم العربي بعد “OSN”، “CNE”، ويرأس مجلس إدارتها الشيخ حمد بن محمد الغماس.

وتضم في شبكتها عدد من المشتركين يزيد على 321 ألف مشترك، 95 بالمائة منهم داخل المملكة العربية السعودية، و5 بالمائة في دول الخليج العربي وباقي الدول العربية، التي بدأ التسويق فيها منذ فترة وجيزة.

ومن بين أهم قنواتها: قناة “المجد” العامة، و”المجد للقرآن الكريم”، و”المجد للحديث النبوي”، و”المجد العلمية”، و”المجد الإخبارية”، و”المجد الوثائقية”، والمجد الطبيعية”، وراديو دال للأطفال”، و”المجد للفتيان”، وغيرها.

2. شبكة أوربت شوتايم “OSN”:

تأسست عام 2009م، ومقرها الرئيسي في مدينة دبي للإعلام, وهي أحد أكبر شركات التلفزيون المدفوعة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وهي شركة مشتركة بين شركة “مشاريع الكويت” وشركة “الموارد” السعودية القابضة، مناصفة، وتأسست من خلال اندماج شبكتَيْ “أوربت” و”شوتايم أرابيا”، وتبث بثلاث لغات، وهي: العربية والإنجليزية واللغة الفلبينية.

وتتنوع قنواتها بشكل كبير؛ حيث تملك عشرات القنوات، ما بين رياضي وأفلام ومسلسلات، وقنوات إخبارية؛ حيث تملك حق بث قناة “فرانس 24” بالعربية في المنطقة.

3. شبكة راديو وتلفزيون العرب “ART”:

تأسست عام 1993م، ويقع مقرها الرئيسي في جدة، ويملكها رجل الأعمال صالح كامل، وهي شبكة قنوات متنوعة مشفرة (بنظام الدفع المسبق مقابل المشاهدة).

وتُعتبر أول شبكة قنوات متخصصة من نوعها في الوطن العربي، وبدأت بثها من العاصمة الإيطالية روما، على القمر “عربسات” بأربع قنوات مجانية على مدار الساعة، ما عدا “ART3” الخاصة بالأطفال)، و في العام 1996م، تحولت بالكامل إلى قنوات مدفوعة.

في التسعينات الميلادية، كانت تمتلك مجموعة قنوات متخصصة في الموسيقى والأفلام والمنوعات والأطفال، إضافة إلى الرياضة، كما كانت تحتكر عدد كبير من الفنانيين والموسيقيين العرب.

ولكن في أوائل العام 2002م، مع إدارة نجل صالح كامل للقنوات الرياضية في الشبكة، تمت تصفية مجموعة من القنوات الأخرى مثل “قناة الموسيقى 5″، التي كانت تحتكر عددًا من الفنانين العرب؛ حيث بيعت الشركة لمجموعة “روتانا” السعودية الشريكة لها.

تعرضت لانتقادات واسعة بسب احتكارها للنقل التلفزيوني لنهائيات كأس العالم في المنطقة العربية، وكانت تقوم باحتكار الدوريات العربية، ودوري ابطال العرب، ودوري ابطال أوروبا، ولكنها خسرتها لصالح شبكة قنوات الجزيرة الرياضية في 2009م و2010م، ولمدة 5 سنوات.

وبجانب قنواتها المتخصصة في الترفيه، مثل “مسلسلات”، و”حكايات”، تملك راديو إذاعة الذكر للقرآن الكريم، وقناة “إقرأ” الدينية.

—————————–

الهامش

(1) موقع الحجاز، الرابط
لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close