fbpx
تقديرات

العملية العسكرية في الموصل..وتداعياتها المستقبلية

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

مقدمة:

بدأت عملياتُ استعادةِ مدينةِ الموصل بقصفٍ مكثّفٍ للقواتِ العراقيةِ والتحالفِ الدولي لأهدافٍ لتنظيمِ داعشَ داخلَ المدينةِ، فيما أشارَت مصادرُ عسكريةٌ إلى تمكّنِ القواتِ العراقيةِ والبيشمركة من استعادةِ قرىً جنوبَ وشرقَ الموصل بعدَ إحرازِها تقدماً على محاورَ عدة باتجاهِ المدينة.

 

أهمية المعركة:

تعتبر مدينة الموصل أحد مركزي الثقل بالنسبة لتنظيم الدولة في كل من سوريا والعراق، ومنها أعلن البغدادي ولادة دولة الخلافة الإسلامية، وتحتل موقعا إستراتيجيا فريدا فهي حلقة الوصل بين تركيا وسوريا والعراق بما فيه إقليم كردستان، وتقع مدينة الموصل في محافظة نينوى في الجزء الشمالي الغربي من العراق وتبلغ مساحتها 32.308 كم مربع. وعلى بعد 400 كيلومتر شمال بغداد. كما أنها تقع على طريق الحرير الجديد الذي تسعى إيران لإنشائه منذ عقود ليصل إيران بالبحر المتوسط، لذا تسعى جميع الأطراف المتأثرة بنتائج معركة الموصل للاشتراك بها لتأمين مصالحها. وتقدر القوات المشاركة أو المحتمل مشاركتها في معركة الموصل من تنظيم الدولة بـ 3000 مقاتل أجنبي و7000 آلاف مقاتل محلى داخل مدينة الموصل و600 مقاتل أجنبي و6500 مقاتل محلي في الأقضية والنواحي، وقد بدأ تنظيم الدولة بحفر الخنادق وإنشاء السور الترابي وإعداد المواقع القتالية وحرق بعض آبار النفط استعدادا لخوض معركة الموصل.

 

القوات المستعدة لاقتحام الموصل:

– القوات العراقية: تم إعداد الفرقة 15 والفرقة 16 واللواء الرابع من الفرقة الثامنة وقوات الشرطة الاتحادية وقوات جهاز مكافحة الإرهاب، بالإضافة لقوات عمليات نينوى التي تتكون من الفرقة السابعة وبإسناد من سلاح الجو العراقي.

–  قوات الحشد الشعبي: وتعتبر نظريا جزءا من المؤسستين الأمنية والعسكرية العراقية بموجب أوامر صادرة عن رئيس الوزراء العراقي، وتشارك ضمن تلك القوات العديد من الفصائل الشيعية من أهمها فيلق بدر وعصائب أهل الحق والنجباء. وقد قدر المتحدث باسم الجيش الأميركي عدد قوات الحشد الشعبي بحوالي مائة ألف مقاتل بينما تشير الوقائع على الأرض أن العدد الفعلي يقدر ما بين 30 إلى 40 ألفا يشرف فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني على تدريبها وتسليحها.

– قوات البشمركة الكردية: ويتوقع أن يشارك منها ثلاثة ألوية بالإضافة إلى وحدة مدفعية وفرق هندسة.

– الحشد الوطني السني: تقدر الأعداد الأولية بأربعة آلاف مقاتل يضاف لها الحشد العشائري ويسعى كلاهما لتأدية دور بارز في معركة الموصل وما بعدها.

– قوات التحالف: وهي التي تشرف على عمليات الإعداد والتدريب وتقديم الاستشارات العسكرية كما تقدم الإسناد الجوي والمدفعي للقوات المشاركة.

 

محاور العمليات:

تسمح طبيعة أرض المعركة بتوفير ثلاثة مداخل رئيسية وهي:

– المدخل الجنوبي: والذي يبدأ من القيارة جنوبا ويمتد بمحاذاة النهر إلى مدينة الموصل وستعمل علية قوات الجيش والأمن العراقية.

– المدخل الشرقي: ويبدأ من عمق أراضي إقليم كردستان وستعمل عليه قوات البشمركة وجزء من الحشد الوطني السني.

 -المدخل الغربي: ويبدأ من تل أعفر وستعمل عليه قوات الحشد الشعبي في حال استخدامه، وربما يفضّل المخطط العسكري الإبقاء على بعض مناطقه غير مشغولة بالقوات لإغراء قوات تنظيم الدولة على الانسحاب باتجاه الحدود السورية.

– المدخل الشمالي الغربي: ويبدأ من المناطق المحيطة بسد الموصل وتعتبر مناطق حشد مناسبة، وستعمل عليه قوات الحشد الشعبي.

 

مجريات العملية العسكرية

مع بدء اليوم الأول للعملية العسكرية في الموصل أوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “بيتر كوك” أن العملية العسكرية لاستعادة الموصل “تمت في اليوم الأول منها كما كان متوقعا”، وأن الطائرات العراقية ستلقي سبعة ملايين منشور فوق الموصل لإبلاغ سكان المدينة بكيفية حماية أنفسهم، كما اعلن ان القوات العراقية حققت تقدما من جهة الشرق، محذرا في الوقت نفسه من أن هذا الهجوم “صعب ويمكن أن يستغرق وقتا”. وفي الوقت نفسه أفادت شهود عيان ان هناك نزوح للمواطنين من الموصل لخشيتهم من قصف الطيران الحربي أو من أن يجندهم تنظيم “داعش”. وقد توجه قرابة ثلاثة آلاف لاجئ من المدينة الى مخيم الهول الخاضع لسيطرة وحدات الحماية الكردية شرقي الحسكة.

كما شهدت الموصل خروج علني لأبو بكر البغدادي بهدف رفع الروح المعنوية للمواطنين. في ضوء ذلك حذرت منظمة “أنقذوا الأطفال” من أن أكثر من نصف مليون طفل في الموصل معرضون للخطر، كما حذرت الأمم المتحدة من الخطر المحدق بـ1.5 مليون شخص في المدينة جراء المعارك، مطالبة بمنح حرية الحركة لهم. ومن جهة أخرى، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إنه أكد خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على ضرورة حماية المدنيين أثناء معارك الموصل، مضيفا أنه طالب بمنح الحرية لسكان المدينة والسماح لهم بالبقاء أو التحرك لمناطق أخرى بحسب رغبتهم. بدورها، قالت منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ليز غراند -في مؤتمر صحفي من بغداد-إنه تم وضع خطة طوارئ شاملة في الموصل، متوقعة نزوح مليون شخص.

 

أهم الموقف والتصريحات الدولية

أولاً: الموقف التركي:

مع بدء معركة الموصل ما زالت تركيا تبدي رغبة شديدة بالمشاركة في هذه المعركة فقد حذر اردوغان من نتائج وخيمة إن لم تشارك قوات بلاده بعملية استعادة مدينة الموصل. مشيرا إلى أن تركيا مضطرة لدخول الموصل، لأنها معرضة للتهديد”. ، وتستند الرغبة التركية هذه إلى جملة من العوامل التاريخية والجغرافية والسياسية والأمنية، ولكنها تثير ردود فعل غاضبة ولاسيما من قبل بغداد ومن خلفها إيران الدولة التي تنافس تركيا تاريخيا في منطقة المشرق العربي. ولهذه الحساسية الكبيرة إزاء الدور التركي علاقة بأهمية معركتي الموصل في تحديد مستقبل العراق وسوريا وطبيعة القوى التي ستحكم المنطقتين بعد تحريرها.

 

مرتكزات الموقف التركي:

لا يمكن النظر إلى الدور الذي تتطلع إليه تركيا في معركة الموصل بعيدا عن البعد التاريخي والذي عرف بمسألة الموصل، بعد أن حسمت اتفاقية أنقرة عام 1926 مع العراق وبريطانيا السيادة على ولاية الموصل (كانت ولاية الموصل وقتها تعني كل شمال العراق) لصالح الدولة العراقية، ففي هذه الاتفاقية جملة من البنود التي ترى تركيا أنها تضمن لها حق التدخل العسكري في الموصل، منها ما يتعلق بحماية الأقلية التركمانية، ومنها ما يتعلق بالحفاظ على وحدة الأراضي العراقية، حيث تقول أنقرة إن العراق منقسم عمليا اليوم، وإن ما يجري فيها يشكل تهديدا لأمنها القومي.

ولعل هذا المستند شكل مصدرا لدعوات تركية منذ تأسيس الجمهورية التركية عام 1923 تجاه الموصل، إذ سبق وأن وعد مصطفى كمال أتاتورك النواب المعترضين على اتفاقية أنقرة باستعادتها في الوقت المناسب، وهو ما كرره لاحقا -وإن بطرق مختلفة-كل من الرؤساء تورغوت أوزال وسليمان ديميريل وعبد الله غل وصولا إلى الرئيس رجب طيب أردوغان.

من ناحية اخرى كان هناك أكثر من تصريح من قادة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يقول إن القوات التركية الموجودة في العراق ليست في إطار قوات دول التحالف الداعمة للقوات العراقية في الحرب ضد داعش.

العقبات التي تواجه الدور التركي في معركتي الموصل والرقة كبيرة، لكن من الواضح أن تركيا تراهن على طبيعة معركة الموصل كونها معركة مصيرية لا تقبل الفشل، فهي تتعلق بالقضاء على أقوى تنظيم عسكري في المنطقة، وأن مثل هذا الأمر قد يجعل من المستحيل على الإدارة الأميركية خوض هذه المعركة من دونها، خاصة وأن هذه الإدارة تستعد لخوض الانتخابات الرئاسية بعد أسابيع قليلة، وستكون لنتائج هذه المعركة أكبر الأثر في صناديق الانتخابات.

 

ثانياً: الموقف العراقي

مقابل هذه الرؤية التركية ترى بغداد أن اتفاقية أنقرة حسمت قضية السيادة العراقية على الموصل، وأن أنقرة اعترفت بالحدود الحالية، وبالتالي فأي حديث عن دور تركي في الموصل بعيدا عن الاتفاق مع بغداد هو اعتداء على السيادة العراقية، كما أن أي وجود عسكري تركي هناك هو احتلال لأراض عراقية. ومع أن الجدل التركي العراقي المتصاعد لا يدور علنا حول هذه الاتفاقية إلا أنه يعكسها بطريقة أو بأخرى، فالموصل لها أهمية كبيرة في إستراتيجية تركيا، والأخيرة في سبيل ذلك ذهبت إلى عقد اتفاقيات مع قيادة إقليم كردستان العراق وقوات الحشد الوطني التي تضم قبائل سنية، وأقامت ما يشبه قاعدة عسكرية في بعيشقة لتدريب هذه القوات. ومع أن مسألة التدخل العسكري التركي لإعادة ضم الموصل مستبعدة إلا أن تركيا ترى أن مرحلة ما بعد تحرير الموصل ستكرس أدوارا ومحاصصات إقليمية في ظل الاشتراط الأميركي بمنح دور أساسي للعرب السنة في تحرير المدينة وتحديد مستقبلها.

ويمثل الموقف العراقي احدي اهم العقبات التي تواجه التدخل التركي في الموصل بعد ان واجهت تركيا رفضا قاطعا من قبل بغداد، فقد تحول الجدل بين العاصمتين بهذا الخصوص إلى حرب تصريحات إعلامية وتبادل استدعاء للسفراء وسط تحذيرات من الحكومة العراقية بأن أي تدخل عسكري تركي سيؤدي إلى حرب إقليمية، ومطالبة تركيا بسحب قواتها من بعيشقة، بل ومحاسبة الأطراف العراقية التي تدعو إلى دور تركي في معركة الموصل، لكن رفض الحكومة العراقية ليس العقبة الوحيدة في وجه مسعى أنقرة التي تعتقد أن غموض الموقف الأميركي هو السبب الأساسي في ظهور مثل هذا الجدل. وعلى الرغم من قيام تركيا بإرسال بعثة الى العراق للتباحث مع الخارجية العراقية حول العملية العسكرية في الموصل الا ان رد العراق الرسمي والذي جاء على لسان احمد جمال المتحدث الرسمي باسم الخارجية العراقية ” بان الوفد التركي الذي وصل بغداد قدم افكارا لم ترقَ الى مستوى انسحاب قواتهم من العراق”

 

ثالثاً: موقف جامعة الدول العربية:

جاء من خلال اتصال هاتفي اجراه وزير خارجيَّة العراق إبراهيم الجعفريّ مع الأمين العامِّ لجامعة الدول العربيَّة الدكتور أحمد أبو الغيط. ومن جانبه أكد الأمين العامُّ لجامعة الدول العربيَّة رفض الجامعة العربيَّة التدخُّل التركيَّ في الأراضي العراقيّة، مُشيراً إلى أنَّ الجامعة العربيَّة تدعم أمن، واستقرار، ووحدة العراق، ومنع أيِّ تدخُّل خارجيٍّ في شُؤُونه الداخليَّة، وأنَّ الجامعة العربيَّة ستـُكثـِّف جُهُودها، وحواراتها مع مُختلِف دول العالم، والمنظمات الدوليَّة للضغط على الحكومة التركيَّة لإنهاء الانتهاك التركيِّ للأراضي العراقيَّة.

 

رابعاً: الموقف السعودي:

شدد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، بعد انطلاق معركة استعادة الموصل على أن داعش سيخسر الحرب. وأعرب عن تخوفه من دخول ميليشيات متطرفة إلى الموصل، قائلاً: “نخشى أن يتسبب دخول ميليشيات الحشد للموصل بحمام دم وجاء رد الخارجية العراقية على تصريحات  الجبير “بانها لا قيمة لها ولا تهمنا اصوات المتباكين على داعش“.

 

خامساً: موقف إقليم كردستان:

ويتمثل في تصريح الفريق جبار ياور أمين عام وزارة بيشمركة في إقليم كردستان العراق، إن عملية تحرير الموصل قد تستغرق بضعة أسابيع، ولكنها ستنتهي بدحر داعش. واكد ان حكومة كردستان لا تطمع بالموصل وان المخاوف التركية مشروعة.

 

سادساً: موقف مصر:

أكدت تضامنها “الكامل” مع حكومة وشعب العراق مع بدء معركة الموصل، حيث اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد أن تنظيم الدولة ومن يتضامن معه أو يتبنى أيديولوجيته لا يمكن أن يصمدوا أو يجدوا ملاذا آمنا أمام إرادة الشعوب. كما أكد السيسي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي موقف بلاده المؤيد للعراق في معركة الموصل، كما أكد دعمه لوحدته وسيادته على كامل أراضيه. كما تباحث وزير الخارجية العراقية الجعفري عبر اتصال هاتفي مع نظيره المصري سامح شكري الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة وانتهاك القوات التركية للسيادة العراقية. وأكد الجانبان على ضرورة التزام تركيا بمبادئ حسن الجوار التي تنص عليها الاتفاقات الدولية واخراج قواتها من الأراضي العراقية.

 

سابعاً: موقف الولايات المتحدة:

قرار الإدارة الأميركية خوض معركة الموصل قبل انتهاء الفترة الرئاسية للرئيس أوباما، ربما لعدّة أسباب منها: تحقيق انتصار عسكري ضد تنظيم الدولة يُسجل له شخصيا ويدعم مرشحة الحزب الديمقراطي ويزيد من فرص وصولها للبيت الأبيض، كما يتضمن رسالة مباشرة لروسيا بأن الرئيس الأميركي قادر على اتخاذ القرارات الإستراتيجية حتى الأيام الأخيرة من رئاسته.

 

النتائج المتوقعة

ستختلف معركة الموصل عما سبقها من معارك في تكريت والرمادي والفلوجة بسبب أهمية الموصل وحجمها وأعداد المدنيين المتواجدين بها، ولذا ستكون أكثر عنفا ودموية وتحتاج إلى أضعاف الوقت الذي إحتاجته المعارك السابقة، ويمكن رصد اهم التوقعات المتعلقة بمعركة الموصل في مسارين:

 

أولاً: ميدانيا:

  • من المتوقع ان يصل أعداد القتلى المدنيين بالآلاف.
  • عمليات لنزوح جماعي من المدنيين حيث من المتوقع أن تكون بمئات الآلاف، وما سيصاحبها من انتهاكات قد تصل لمستوى الجرائم ضد الإنسانية.
  •  عمليات تغيير ديمغرافي متوقعه في الموصل، ومن المرجح أن تنفذه القوات الكردية والحشد الشعبي بحق السنة.
  • اطاله امد المعركة بسبب كثرة اللاعبين الدوليين لتصبح شبيه بمعركة حلب السورية (حلب 2).

 

ثانياً: على مستوى العلاقات الدولية:

  • ستحاول قوات الحشد الشعبي لإنشاء موطئ قدم إيراني جنوب وغرب الموصل انطلاقا من “تل أعفر” لتأمين الممر الذي تنوي إيران إنشاءه.
  • من المتوقع ان تنقطع العلاقات العراقية التركية في حال أي تدخل عسكري تركي في الموصل والمتوقع ان يتدخل سلاح الجو التركي كخطوة أولى، والقيام بتنفيذ غارات جوية في بعض المناطق؛ مع احتمالية توغل بري تركي محدود بهدف الاحتفاظ على قاعدته العسكرية في بعشيقة.
  • من المتوقع ان تشهد العلاقات التركية الإيرانية بعض التوترات على المستوى الدبلوماسي في حال تعارضت التحركات العسكرية ما بين القوات التركية وقوات الحشد الشعبي.
  • من المتوقع ان تتوتر العلاقات الامريكية التركية بشكل يخرج للعلن في حال استمرت أمريكا في رفض التدخل التركي في مسألة الموصل، قد تصل الى قيام تركيا بإغلاق قاعدة “انجرليك” امام قوات التحالف، الى جانب عدم مشاركتها للقوات الامريكية في معركة الرقة في سوريا.
  • الموقف المصري من العمليات العسكرية في الموصل من شأنه ان يزيد الفرقة ما بين النظام التركي والمصري من جهة والنظام المصري والسعودي من جهة اخري.
لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close